الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر رمي المشركين المصطفى صلى الله عليه وسلم بالجنون

                                                                                                                          6568 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى حدثنا داود بن أبي هند عن عمرو بن سعيد عن سعيد بن جبير ، [ ص: 528 ] عن ابن عباس ، أن ضمادا قدم مكة من أزد شنوءة ، وكان يرقي من هذه الريح ، فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون : إن محمدا مجنون ، فقال : لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله أن يشفيه على يدي . قال : فلقيه ، فقال : يا محمد ، إني أرقي من هذه الريح ، وإن الله يشفي على يدي من شاء فهل لك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد ، فقال : أعد علي كلماتك هذه ، فأعادها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ، فقال : لقد سمعت قول الكهنة ، وقول السحرة ، وقول الشعراء ، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ، هات يدك أبايعك على الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعلى قومك ؟ فقال : وعلى قومي . قال : فبايعه ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، فمروا بقومه ، فقال صاحب السرية للجيش : هل أصبتم من هؤلاء شيئا ؟ فقال رجل من القوم : أصبت منهم مطهرة . قال : ردوها ، فإن هؤلاء قوم ضماد .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية