الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3412 حدثنا محمد بن إسمعيل بن سمرة الأحمسي الكوفي حدثنا أسباط بن محمد حدثنا عمرو بن قيس الملائي عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال معقبات لا يخيب قائلهن يسبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ويحمده ثلاثا وثلاثين ويكبره أربعا وثلاثين قال أبو عيسى هذا حديث حسن وعمرو بن قيس الملائي ثقة حافظ وروى شعبة هذا الحديث عن الحكم ولم يرفعه ورواه منصور بن المعتمر عن الحكم فرفعه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا عمرو بن قيس الملائي ) بضم الميم وتخفيف اللام والمد أبو عبد الله الكوفي ، ثقة متقن عابد من السادسة . قوله : " معقبات " بضم الميم وفتح المهملة وكسر القاف المشددة أي كلمات معقبات ، قال في النهاية سميت معقبات ؛ لأنها عادت مرة بعد أخرى . أو لأنها تقال عقيب الصلاة ، والمعقب من كل شيء ما جاء عقب ما قبله انتهى " لا يخيب قائلهن " أي لا يحرم من الجنة والجزاء " تسبح الله إلخ " بيان لمعقبات قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه مسلم والنسائي ( وروى شعبة هذا الحديث عن الحكم ولم يرفعه ، ورواه منصور بن المعتمر عن الحكم فرفعه ) قال النووي في شرح مسلم : اعلم أن حديث كعب بن عجرة هذا ذكره الدارقطني في استدراكاته على مسلم . وقال الصواب أنه موقوف على كعب ؛ لأن من رفعه لا يقاومون من وقفه في الحفظ ، وهذا الذي قاله الدارقطني مردود لأن مسلما رواه من طرق كلها مرفوعة ، وذكره الدارقطني أيضا من طرق أخرى مرفوعة ، وإنما روي موقوفا من جهة منصور وشعبة وقد اختلفوا عليهما أيضا في رفعه ووقفه وبين الدارقطني ذلك : وقد قدمنا في الفصول السابقة في أول هذا الشرح أن الحديث الذي روي موقوفا ومرفوعا يحكم بأنه مرفوع على المذهب الصحيح الذي عليه الأصوليون والفقهاء والمحققون من المحدثين منهم البخاري وآخرون حتى لو كان الواقفون أكثر من الرافعين حكم بالرفع ، كيف والأمر هنا بالعكس ؟ ودليله ما سبق أن هذه زيادة ثقة فوجب قبولها ولا ترد لنسيان أو تقصير حصل ممن وقفه انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية