الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          [ ص: 370 ] من كان يريد ، منكم بسعيه وكدحه وجهاده في حياته ثواب الدنيا ، ونعيمها بالمال والجاه فعند الله ثواب الدنيا والآخرة ، جميعا وقد وهبكم من القوى والجوارح وهداية الحواس والعقل والوجدان والدين ما يمكنكم به نيل ذلك ، فعليكم أن تطلبوا الثوابين جميعا ولا تكتفوا بالأدنى الفاني عن الأعلى الباقي ، والجمع بينهما ميسور لكم ، ومما تناله قدرتكم ، فمن سفه النفس ، وأفن الرأي ، أن ترغبوا عنه ، والآية تدل على أن الإسلام يهدي أهله إلى سعادة الدارين ، وأن يتذكروا أن كلا من ثواب الدنيا وثواب الآخرة من فضل الله ورحمته ، وقد سبق بيان هذا في تفسير ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ( 2 : 201 ) .

                          وكان الله سميعا بصيرا ، سميعا لأقوال العباد في مخاطباتهم ومناجاتهم ، بصيرا بجميع أمورهم في جميع حالاتهم ، فيجب عليهم أن يراقبوه في أقوالهم وأفعالهم ، فذلك الذي يعينهم على تزكية نفوسهم ، والوقوف عند حدود العدل والفضيلة التي يستقيم بها أمر دنياهم ، ويستعدون به للحياة الأبدية في آخرتهم .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية