الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( قال ) : ويصنع بالمحرم ما يصنع بالحلال يعني يخمر رأسه ووجهه بالكفن عندنا [ ص: 53 ] وقال الشافعي رضي الله عنه : لا يخمر رأسه واستدل بما روي { أن أعرابيا محرما وقصت به ناقته في أخافيق جرزان فاندقت عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تخمروا وجهه ولا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا أو قال : ملبدا } ولأنه مات وهو مشغول بعبادة لها أثر فيبقى عليه ذلك الأثر كالغازي إذا استشهد .

( ولنا ) حديث عطاء { أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن محرم مات فقال : خمروا رأسه ووجهه ولا تشبهوه باليهود } وسئلت عائشة رضي الله عنها عن ذلك فقالت : اصنعوا به ما تصنعون بموتاكم وإن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لما مات ابنه واقد وهو محرم كفنه وعممه وحنكه وقال : لولا أنا محرمون لحنطناك يا واقد ولأن إحرامه قد انقطع بموته وقال عليه الصلاة والسلام { إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث } والإحرام ليس منها فينقطع بالموت ولهذا لا يبني المأمور بالحج على إحرامه والتحق بالحلال وإذا جاز أن يخمر رأسه ووجهه باللبن والتراب فكذلك بالكفن وحديث الأعرابي تأويله أن النبي عليه الصلاة والسلام عرف بطريق الوحي خصوصيته ببقاء إحرامه بعد موته وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص بعض أصحابه بأشياء .

التالي السابق


الخدمات العلمية