الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      3860 حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جرير يعني ابن حازم حدثنا قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ثلاثا في الأخدعين والكاهل قال معمر احتجمت فذهب عقلي حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في صلاتي وكان احتجم على هامته

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( في الأخدعين ) هما عرقان في جانبي العنق كذا في النهاية .

                                                                      وفي النيل . قال أهل اللغة : الأخدعان عرقان في جانبي العنق يحجم منه والكاهل ما بين الكتفين وهو مقدم الظهر .

                                                                      [ ص: 272 ] قال ابن القيم في زاد المعاد : الحجامة على الأخدعين تنفع من أمراض الرأس وأجزائه كالوجه والأسنان والأذنين والعينين والأنف إذا كان حدوث ذلك من كثرة الدم أو فساده أو منهما جميعا قال : والحجامة لأهل الحجاز والبلاد الحارة ؛ لأن دماءهم رقيقة وهي أميل إلى ظاهر أبدانهم لجذب الحرارة الخارجة إلى سطح الجسد واجتماعها في نواحي الجلد ولأن مسام أبدانهم واسعة ففي الفصد لهم خطر انتهى ( والكاهل ) هو ما بين الكتفين ( حتى كنت ألقن ) بصيغة المجهول من التلقين يقال : لقنه الكلام فهمه إياه وقال له من فيه مشافهة ( وكان ) أي : معمر ( احتجم على هامته ) وكأنه أخطأ الموضع أو المرض قاله السندي .

                                                                      وقال القاري الحجامة للسم وفعله معمر بغير سم وقد أضره انتهى . قال المنذري : والحديث أخرجه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي : حسن غريب .




                                                                      الخدمات العلمية