الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3341 - "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين؛ ويوم الخميس؛ فيغفر فيهما لكل عبد لا يشرك بالله شيئا ؛ إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء؛ فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا"؛ (خد م د ت)؛ عن أبي هريرة ؛ (صح) .

التالي السابق


(تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين؛ ويوم الخميس) ؛ حقيقة؛ لأن الجنة مخلوقة؛ وفتح أبوابها ممكن؛ أو هو بمعنى كثرة الغفران؛ ورفع المنازل؛ وإعطاء جزيل الثواب؛ (فيغفر فيهما لكل عبد لا يشرك بالله شيئا) ؛ أي: ذنوبه؛ الصغائر؛ بغير وسيلة طاعة؛ (إلا رجلا) ؛ قال التوربشتي : الوجه نصبه؛ لأنه استثناء من كلام موجب؛ وبه وردت الرواية الصحيحة؛ وروي بالرفع؛ قال الطيبي : وعليه فيقال: الكلام محمول على المعنى؛ أي: "لا يبقى ذنب أحد إلا ذنب رجل"؛ وذكر الرجل وصف طردي؛ والمراد: إنسانا؛ (كان بينه وبين أخيه) ؛ أي: في الإسلام؛ ( شحناء) ؛ بفتح الشين المعجمة؛ والمد؛ أي: عداوة؛ (فيقال: أنظروا) ؛ بقطع الهمزة؛ يعني: يقول الله للملائكة النازلة بهدايا المغفرة: "أخروا؛ وأمهلوا"؛ ذكره البيضاوي ؛ وقال الطيبي : ولا بد هنا من تقدير من يخاطب بقوله: "أنظروا"؛ كأنه (تعالى) لما غفر للناس سواهما؛ قيل: اللهم اغفر لهما أيضا؛ فأجاب: "أنظروا"؛ (هذين) ؛ أتى باسم الإشارة بدل الضمير؛ لمزيد التعيير والتنفير؛ ذكره القاضي ؛ يعني: لا تعطوا منها أنصباء رجلين بينهما عداوة؛ (حتى) ؛ ترتفع؛ و (يصطلحا) ؛ ولو بمراسلة عند البعد؛ قال المنذري : قال أبو داود : إذا كان الهجر لله؛ فليس من هذا؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - هجر بعض نسائه أربعين يوما؛ وابن عمر هجر ابنا له حتى مات؛ قال ابن رسلان : ويظهر أنه لو صالح أحدهما الآخر؛ فلم يقبل؛ غفر للمصالح؛ وفي رواية: "اتركوا هذين حتى يفيئا" .

(تنبيه) :

عد المصنف من خصائص هذه الأمة فتح السماء لأعمالهم وأرواحهم .

(خد م) ؛ في البر؛ (د) ؛ في الأدب؛ (ن؛ عن أبي هريرة ) ؛ ورواه عنه أيضا الترمذي ؛ وابن حبان ؛ ولم يخرجه البخاري ؛ ووهم المحب الطبري في عزوه له.




الخدمات العلمية