الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3483 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا أبو معاوية عن شبيب بن شيبة عن الحسن البصري عن عمران بن حصين قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي يا حصين كم تعبد اليوم إلها قال أبي سبعة ستة في الأرض وواحدا في السماء قال فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك قال الذي في السماء قال يا حصين أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك قال فلما أسلم حصين قال يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني فقال قل اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وقد روي هذا الحديث عن عمران بن حصين من غير هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن شبيب بن شيبة ) بن عبد الله التميمي المنقري أبي معمر البصري الخطيب البليغ ، أخباري صدوق يهم في الحديث ، من السابعة ( عن عمران بن حصين ) بن عبيد الخزاعي [ ص: 320 ] كنيته أبو نجيد بنون وجيم مصغرا أسلم عام خيبر وصحب وكان فاضلا وقضي بالكوفة ( لأبي ) أي لوالدي حال كفره ( يا حصين كم تعبد اليوم ) اللام للمعهود الحاضري نحو قوله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم ( إلها ) قال ابن حجر المكي : هو تمييز لـ " كم " الاستفهامية ولا يضره الفصل ؛ لأنه غير أجنبي ( قال أبي سبعة ) أي أعبد سبعة من الآلهة ( ستة في الأرض وواحدا في السماء ) أي ستة آلهة في الأرض وإلها واحدا في السماء ( فأيهم تعد ) بفتح التاء وضم العين ( لرغبتك ورهبتك ) قال الطيبي الفاء جزاء شرط محذوف أي إذا كان كذلك فأيهم تخصه وتلتجئ إليه إذا نابتك نائبة ( أما ) بالتخفيف للتنبيه ( إنك ) بكسر الهمزة ( كلمتين ) أي دعوتين ( تنفعانك ) أي في الدارين ( اللهم ألهمني رشدي ) بضم فسكون وبفتحتين أي وفقني إلى الرشد وهو الاهتداء إلى الصلاح ( وأعذني من شر نفسي ) أي أجرني واحفظني من شرها فإنها منبع الفساد وهذا الحديث من جوامع الكلم النبوية لأن طلب إلهام الرشد يكون به السلامة من كل ضلال والاستعاذة من شر النفس يكون بها السلامة من غالب معاصي الله سبحانه فإن أكثرها من جهة النفس الأمارة بالسوء .




                                                                                                          الخدمات العلمية