الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7703 ) فصل : قال أبو الخطاب : يمتهنون عند أخذ الجزية ، ويطال قيامهم ، وتجر أيديهم عند أخذها . ذهب إلى قوله تعالى : { : حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } . وقيل : الصغار التزامهم الجزية ، وجريان أحكامنا عليهم .

                                                                                                                                            ولا يقبل منهم إرسالها ، بل يحضر الذمي بنفسه بها ، ويؤديها وهو قائم والآخذ جالس ، ولا يشتط عليهم في أخذها ، ولا يعذبون إذا أعسروا عن أدائها ; فإن عمر رضي الله عنه أتي بمال كثير ، قال أبو عبيد : وأحسبه من الجزية ، فقال : إني لأظنكم قد أهلكتم الناس . قالوا : لا والله ، ما أخذنا إلا عفوا صفوا . قال : بلا سوط ولا بوط ؟ قالوا : نعم . قال : الحمد لله الذي لم يجعل ذلك على يدي ، ولا في سلطاني . وقدم عليه سعيد بن عامر بن حذيم ، [ ص: 291 ] فعلاه عمر بالدرة ، فقال سعيد : سبق سيلك مطرك ، إن تعاقب نصبر ، وإن تعف نشكر ، وإن تستعتب نعتب . فقال : ما على المسلم إلا هذا ما لك تبطئ بالخراج ؟ فقال : أمرتنا أن لا نزيد الفلاحين على أربعة دنانير ، فلسنا نزيدهم على ذلك ، ولكن نؤخرهم إلى غلاتهم . قال عمر : لا أعزلنك ما حييت . رواهما أبو عبيد . .

                                                                                                                                            وقال : إنما وجه التأخير إلى الغلة الرفق بهم قال : ولم نسمع في استيداء الخراج والجزية وقتا غير هذا . واستعمل علي بن أبي طالب رجلا على عكبرى ، فقال له على رءوس الناس : لا تدعن لهم درهما من الخراج . وشدد عليه القول ، ثم قال : القني عند انتصاف النهار . فأتاه فقال : إني كنت أمرتك بأمر ، وإني أتقدم إليك الآن ، فإن عصيتني نزعتك ، لا تبيعن لهم في خراجهم حمارا ، ولا بقرة ، ولا كسوة شتاء ولا صيف ، وارفق بهم ، وافعل بهم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية