الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينـزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : إلام يرجع الضمير في وما جعله ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : إلى قوله : أني ممدكم لأن المعنى : فاستجاب لكم بإمدادكم .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : ففيمن قرأ بالكسر؟

                                                                                                                                                                                                قلت : إلى قوله : أني ممدكم ; لأنه مفعول القول المضمر فهو في معنى القول ، ويجوز أن يرجع إلى الإمداد الذي يدل عليه ممدكم إلا بشرى : إلا بشارة لكم بالنصر ، كالسكينة لبني إسرائيل ، يعني : أنكم استغثتم ، وتضرعتم لقلتكم وذلتكم ، فكان الإمداد بالملائكة بشارة لكم بالنصر ، وتسكينا منكم ، وربطا على قلوبكم وما النصر إلا من عند الله ، يريد : ولا تحسبوا النصر من الملائكة ; فإن الناصر : هو الله ، لكم وللملائكة ، أو وما النصر بالملائكة وغيرهم من الأسباب إلا من عند الله ، والمنصور من نصره الله .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية