الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ومن قتله منكم متعمدا [95]

                                                                                                                                                                                                                                        شرط والجواب فجزاء مثل ما قتل من النعم وهذه قراءة أهل المدينة وأبي عمرو ، وقرأ أهل الكوفة (فجزاء مثل ما قتل من النعم) وروى هارون بن حاتم، عن ابن عياش ، عن عاصم (فجزاء مثل ما قتل) ينصب (مثل).

                                                                                                                                                                                                                                        قال الكسائي : وفي حرف عبد الله : (فجزاؤه مثل ما قتل) فقراءة المدنيين وأبي عمرو بمعنى: فعليه جزاء مثل ما قتل، ويجوز أن يكون هذا على قراءة الكوفيين أيضا، ويكون (مثل) نعتا لـ(جزاء) ويجوز أن يكون جزاء مرفوعا [ ص: 41 ] بالابتداء، وخبره مثل ما قتل والمعنى: فجزاء فعله مثل ما قتل، ومن نصب (مثل) فتقديره: فعليه أن يجزي مثل ما قتل يحكم به ذوا عدل منكم تثنية ذو على الأصل هديا نصب على الحال من الهاء التي في به، ويجوز أن يكون على البيان، ويجوز أن يكون مصدرا. وقرأ الأعرج (هديا) بتشديد الياء، وهي لغة فصيحة بالغ الكعبة أصله بالغا الكعبة؛ لأنه نعت لنكرة.

                                                                                                                                                                                                                                        أو كفارة طعام مساكين هذه قراءة أهل المدينة على إضافة الجنس، وقراءة أبي عمرو وأهل الكوفة أو كفارة طعام مساكين قال أبو عبيد : لأن الطعام هو الكفارة، وهو عند البصريين على البدل أو كفارة معطوفة على (جزاء) أي: أو عليه كفارة أو عدل ذلك قد ذكرناه صياما على البيان ليذوق بلام كي ومن عاد في موضع جزم بالشرط، إلا أنه فعل ماض مبني على الفتح فينتقم الله منه فعل مستقبل، وفيه جواب الشرط.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية