الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1550 218 - حدثني الحسن بن محمد هو الزعفراني قال: حدثنا عبيدة بن حميد قال: حدثني عبد العزيز بن رفيع قال: رأيت عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما يطوف بعد الفجر ويصلي ركعتين، قال عبد العزيز: ورأيت عبد الله بن الزبير يصلي ركعتين بعد العصر، ويخبر أن عائشة رضي الله عنها حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل بيتها إلا صلاهما.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قد مر وجه المطابقة في أول الباب، ولأجل اختلاف الحكم في هذا الباب لاختلاف الآثار فيه أطلق الترجمة كما ذكرنا.

                                                                                                                                                                                  (ذكر رجاله): وهم خمسة:

                                                                                                                                                                                  الأول: الحسن بن محمد بن الصباح أبو علي الزعفراني، مات يوم الاثنين لثمان بقين من رمضان سنة ستين ومائتين.

                                                                                                                                                                                  الثاني: عبيدة -بفتح العين المهملة وكسر الباء الموحدة- ابن حميد -بضم الحاء المهملة وفتح الميم- التيمي، وقيل الضبي النحوي، مات ببغداد سنة تسعين ومائة.

                                                                                                                                                                                  الثالث: عبد العزيز بن رفيع -بضم الراء وفتح الفاء وسكون الياء آخر الحروف وبالعين المهملة- أتى عليه نيف وتسعون سنة، وكان يتزوج فلا يمكث حتى تقول المرأة: فارقني؛ من كثرة جماعه.

                                                                                                                                                                                  الرابع: عبد الله بن الزبير بن العوام.

                                                                                                                                                                                  الخامس: عائشة رضي الله تعالى عنها.

                                                                                                                                                                                  (ذكر لطائف إسناده): فيه التحديث بصيغة الإفراد في مواضع ثلاثة، وبصيغة الجمع في موضع.

                                                                                                                                                                                  وفيه الإخبار بصيغة الإفراد في موضع.

                                                                                                                                                                                  وفيه القول في موضعين.

                                                                                                                                                                                  وفيه الرؤية في موضعين.

                                                                                                                                                                                  وفيه أن شيخه بغدادي وعبيدة كوفي، وعبد العزيز مكي سكن الكوفة.

                                                                                                                                                                                  وفيه أنه أوضح شيخه بقوله هو الزعفراني; لأن في الرواة في الكتاب الحسن بن محمد الحراني والحسن بن محمد بن علي، والزعفراني نسبة إلى قرية تحت كلواذا وإليها ينسب درب الزعفران ببغداد، وكثير من المحدثين ينسب إلى هذا الدرب، وجماعة منهم ينسبون إلى بيع الزعفران، وفي نواحي همدان قرية تسمى الزعفرانية. ومنهم من ينسب إلى الزعافر.

                                                                                                                                                                                  وفيه أن شيخه مات بعده بأربع سنين لأن وفاته في سنة ست وخمسين ومائتين ووفاة شيخه سنة ستين ومائتين كما ذكرناه الآن.

                                                                                                                                                                                  وفيه رواية الصحابي عن الصحابية.

                                                                                                                                                                                  وفيه رواية الراوي عن خالته; لأن عائشة خالة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم.

                                                                                                                                                                                  وفيه أن هذا الحديث من أفراده.

                                                                                                                                                                                  (ذكر معناه):

                                                                                                                                                                                  قوله: "يطوف" جملة وقعت حالا.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال عبد العزيز" هو عبد العزيز بن رفيع الراوي، يعني قال بالإسناد المذكور وليس بمعلق.

                                                                                                                                                                                  قوله: "إلا صلاهما" أي الركعتين بعد العصر، وقد مر الكلام فيه مستوفى في باب ما يصلى بعد العصر.



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية