الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                706 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي حدثنا أبو علي الحنفي حدثنا مالك وهو ابن أنس عن أبي الزبير المكي أن أبا الطفيل عامر بن واثلة أخبره أن معاذ بن جبل أخبره قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا حتى إذا كان يوما أخر الصلاة ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء قال فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مسستما من مائها شيئا قالا نعم فسبهما النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهما ما شاء الله أن يقول قال ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلا قليلا حتى اجتمع في شيء قال وغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يديه ووجهه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء منهمر أو قال غزير شك أبو علي أيهما قال حتى استقى الناس ثم قال يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله في حديث غزوة تبوك : ( كان يجمع الصلاة ) إلى آخره هذا الحديث سبق في كتاب الصلاة ، وفيه هذه المعجزة الظاهرة في تكثير الماء ، وفيه الجمع بين الصلاتين في السفر .

                                                                                                                قوله : ( والعين مثل الشراك تبض ) هكذا ضبطناه هنا ( تبض ) بفتح التاء ، وكسر الموحدة ، وتشديد الضاد المعجمة . ونقل القاضي اتفاق الرواة هنا على أنه بالضاد المعجمة ، ومعناه تسيل . واختلفوا في ضبطه هناك ، فضبطه بعضهم بالمعجمة ، وبعضهم بالمهملة أي تبرق . و ( الشراك ) بكسر الشين وهو سير النعل ، ومعناه ماء قليل جدا .

                                                                                                                قوله : ( فجرت العين بماء منهمر ) أي كثير الصب والدفع .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( قد ملئ جنانا ) أي بساتين وعمرانا ، وهو جمع جنة ، وهو أيضا من المعجزات .

                                                                                                                قوله في حديث المرأة أنها حين عصرت العكة ذهبت بركة السمن ، وفي حديث الرجل حين كال الشعير فني ، ومثله حديث عائشة حين كالت الشعير ففني ، قال العلماء : الحكمة في ذلك أن عصرها وكيله مضادة للتسليم والتوكل على رزق الله تعالى ، ويتضمن التدبير ، والأخذ بالحول والقوة ، وتكلف الإحاطة بأسرار حكم الله تعالى وفضله ، فعوقب فاعله بزواله .




                                                                                                                الخدمات العلمية