الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3548 حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا يزيد بن هارون عن عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي المليكي عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئا يعني أحب إليه من أن يسأل العافية وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي وهو المكي المليكي وهو ضعيف في الحديث ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه وقد روى إسرائيل هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما سئل الله شيئا أحب إليه من العافية حدثنا بذلك القاسم بن دينار الكوفي حدثنا إسحق بن منصور الكوفي عن إسرائيل بهذا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( من فتح له منكم باب الدعاء ) أي بأن وفق لأن يدعو الله كثيرا مع وجود شرائطه وحصول آدابه ( فتحت له أبواب الرحمة ) يعني أنه يجاب لمسئوله تارة ويدفع عنه مثله من السوء أخرى كما في بعض الروايات فتحت له أبواب الإجابة ، وفي بعضها : فتحت له أبواب الجنة ( وما سئل الله شيئا يعني أحب إليه ) قال الطيبي : " أحب إليه " تقييد للمطلق بـ " يعني " وفي الحقيقة صفة " شيئا " ( من أن يسأل العافية ) " أن " مصدرية والمعنى : ما سئل الله سؤالا أحب إليه من سؤال العافية " إن الدعاء ينفع مما نزل " أي : من بلاء نزل بالرفع إن كان معلقا وبالصبر إن كان محكما . فيسهل عليه تحمل ما نزل به فيصبره عليه أو يرضيه به حتى لا يكون في نزوله متمنيا خلاف ما كان بل يتلذذ بالبلاء كما يتلذذ أهل الدنيا بالنعماء ( ومما لم ينزل ) أي بأن يصرفه عنه ويدفعه منه أو يمده قبل النزول بتأييد من يخف معه أعباء ذلك إذا نزل به ( فعليكم عباد الله بالدعاء ) أي إذا كان هذا شأن الدعاء فالزموا يا عباد الله الدعاء . قوله : ( هذا حديث غريب ) قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : رواه الترمذي والحاكم كلاهما من رواية عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وهو ذاهب الحديث عن موسى بن عقبة عن نافع عنه ، وقال الترمذي : حديث غريب وقال الحاكم : صحيح الإسناد .

                                                                                                          [ ص: 375 ] قوله : ( أخبرنا إسحاق بن منصور الكوفي ) السلولي ( عن إسرائيل ) بن يونس .




                                                                                                          الخدمات العلمية