الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2291 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن القاري عن أبي حازم قال سمعت سهلا يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أنا فرطكم على الحوض من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم قال أبو حازم فسمع النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم هذا الحديث فقال هكذا سمعت سهلا يقول قال فقلت نعم قال وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيقول إنهم مني فيقال إنك لا تدري ما عملوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني أسامة عن أبي حازم عن سهل عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث يعقوب

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( ومن شرب لم يظمأ أبدا ) أي شرب منه . والظمأ مهموز مقصور كما ورد به [ ص: 453 ] القرآن العزيز ، وهو العطش ، يقال : ظمئ يظمأ ظمأ ، فهو ظمآن ، وهم ظماء بالمد كعطش يعطش عطشا فهو عطشان وهم عطاش .

                                                                                                                قال القاضي : ظاهر هذا الحديث أن الشرب منه يكون بعد الحساب والنجاة من النار ، فهذا هو الذي لا يظمأ بعده . قال : وقيل : لا يشرب منه إلا من قدر له السلامة من النار . قال : ويحتمل أن من شرب منه من هذه الأمة وقدر عليه دخول النار لا يعذب فيها بالظمأ ، بل يكون عذابه بغير ذلك ، لأن ظاهر هذا الحديث أن جميع الأمة يشرب منه إلا من ارتد وصار كافرا .

                                                                                                                قال : وقد قيل : إن جميع الأمم من المؤمنين يأخذون كتبهم بأيمانهم ، ثم يعذب الله تعالى من شاء من عصاتهم . وقيل : إنما يأخذه بيمينه الناجون خاصة . قال القاضي : وهذا مثله .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( من ورد شرب ) هذا صريح في أن الواردين كلهم يشربون ، وإنما يمنع منه الذين يزادون ويمنعون الورود لارتدادهم ، وقد سبق في كتاب الوضوء بيان هذا الذود والمذودين .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( سحقا سحقا ) أي بعدا لهم بعدا ، ونصبه على المصدر ، وكرر للتوكيد .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( حدثنا هارون بن سعيد ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني أبو أسامة عن أبي حازم عن سهل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ) قال العلماء : هذا العطف على سهل ، فالقائل : وعن النعمان هو أبو حازم ، فرواه عن سهل ، ثم رواه عن النعمان عن أبي سعيد .




                                                                                                                الخدمات العلمية