الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 302 ] ذكر وصف إسلام عمر رضوان الله عليه

                                                                                                                          وقد فعل

                                                                                                                          6879 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وهب بن جرير حدثنا أبي ، قال : سمعت محمد بن إسحاق ، يقول : حدثنا نافع عن ابن عمر ، قال : لما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لم تعلم قريش بإسلامه ، فقال : أي أهل مكة ، أنشأ للحديث ؟ فقالوا : جميل بن معمر الجمحي ، فخرج إليه وأنا معه أتبع أثره ، أعقل ما أرى وأسمع ، فأتاه فقال : يا جميل ، إني قد أسلمت ، قال : فوالله ما رد عليه كلمة حتى قام عامدا إلى المسجد ، فنادى أندية قريش ، فقال : يا معشر قريش ، إن ابن الخطاب قد صبأ ، فقال عمر : كذب ، ولكني أسلمت وآمنت بالله وصدقت رسوله ، فثاوروه ، فقاتلهم حتى ركدت الشمس على رؤوسهم ، حتى فتر عمر وجلس فقاموا على رأسه ، فقال عمر : افعلوا ما بدا لكم ، فوالله لو كنا ثلاثمائة رجل لقد تركتموها لنا أو تركناها لكم ، فبينما هم كذلك قيام عليه ، إذ جاء رجل عليه حلة حرير وقميص قومسي ، فقال : ما بالكم ؟ فقالوا : إن ابن الخطاب قد صبأ ، قال : [ ص: 303 ] فمه ، امرؤ اختار دينا لنفسه ، أفتظنون أن بني عدي تسلم إليكم صاحبهم ؟ قال : فكأنما كانوا ثوبا انكشف عنه ، فقلت له بعد بالمدينة : يا أبت ، من الرجل الذي رد عنك القوم يومئذ ؟ فقال : يا بني ، ذاك العاص بن وائل .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية