الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2300 وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحق بن إبراهيم وابن أبي عمر المكي واللفظ لابن أبي شيبة قال إسحق أخبرنا وقال الآخران حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله ما آنية الحوض قال والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها ألا في الليلة المظلمة المصحية آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه يشخب فيه ميزابان من الجنة من شرب منه لم يظمأ عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى أيلة ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها ، ألا في الليلة المظلمة المصحية آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه يشخب فيه ميزابان من الجنة ) أما قوله صلى الله عليه وسلم : ( ألا في الليلة المظلمة ) فهو بتخفيف ألا ، وهي التي للاستفتاح ، وخص الليلة المظلمة المصحية لأن النجوم ترى فيها أكثر ، والمراد بالمظلمة التي لا قمر فيها ، مع أن النجوم طالعة ، فإن وجود القمر يستر كثيرا [ ص: 458 ] من النجوم . أما قوله صلى الله عليه وسلم : ( آنية الجنة ) فضبطه بعضهم برفع ( آنية ) ، وبعضهم بنصبها ، وهما صحيحان فمن رفع فخبر مبتدأ محذوف أي هي آنية الجنة ، ومن نصب فبإضمار أعني أو نحوه .

                                                                                                                وأما ( آخر ما عليه ) فمنصوب ، وسبق نظيره في كتاب الإيمان . وأما ( يشخب ) فبالشين والخاء المعجمتين ، والياء مفتوحة والخاء مضمومة ومفتوحة . والشخب السيلان ، وأصله ما خرج من تحت يد الحالب عند كل غمرة وعصرة لضرع الشاة . وأما ( الميزابان ) فبالهمز ، ويجوز قلب الهمزة ياء .




                                                                                                                الخدمات العلمية