الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
75 الأصل

[ 55 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان بن عيينة، عن حصين وزكريا ويونس، عن الشعبي، عن عروة بن المغيرة، عن المغيرة بن شعبة قال: قلت: يا رسول الله: أتمسح على الخفين؟ قال: "نعم، إن أدخلتهما وهما طاهرتان".

التالي السابق


الشرح

حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي.

سمع: سعيد بن جبير، وعمارة بن رويبة، وزيد بن وهب، وعمرو بن ميمون، ومسلم بن أبي الجعد والشعبي.

وسمع منه: هشيم، وأبو عوانة، والثوري، وابن عيينة.

ومات سنة ثلاث وستين ومائة.

وزكريا: هو ابن أبي زائدة بن ميمون بن فيروز، أبو يحيى الكوفي الهمداني الأعمى، واسم أبي زائدة: خالد، ويقال: هبيرة.

سمع: الشعبي، وسعد بن إبراهيم.

وروى عنه: أبو أسامة، وأبو نعيم، وابن المبارك [ ص: 183 ]

مات سنة ثمان أو تسع وأربعين ومائة.

ويونس: كأنه أبو إسرائيل بن أبي إسحاق عمرو السبيعي، فقد روى الحديث عيسى بن يونس، عن أبيه، عن الشعبي.

والشعبي: هو عامر بن شراحيل، أبو عمرو الكوفي.

سمع: جابر بن عبد الله، والنعمان بن بشير.

وروى عنه: منصور، وإسماعيل بن أبي خالد.

وكانوا يقولون: العلماء ثلاثة: ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في زمانه.

مات سنة ست ومائة.

والحديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم من رواية زكريا، عن الشعبي، وهو من بقية القصة التي قصها المغيرة في غزوة تبوك، فروي أنه قال بعد ذكر الجبة وغسله الذراعين: ثم أهويت إلى الخفين لأنزعهما فقال: دع الخفين فإني أدخلت القدمين وهما طاهرتان.

وفيه دلالة ظاهرة على أن إدخال القدم في الخف على الطهارة يجوز المسح، وأنه لا يجوز المسح لو فقد هذا المعنى، وهو في المثال كما نقول: أتزرع أرض فلان؟

فيقول: نعم، إن: تملكتها منه




الخدمات العلمية