الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( ويسألونك عن المحيض ) الآية [ 222 ] .

                                                                                                                                                                  138 - أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي ، حدثنا محمد بن مشكان ، حدثنا حيان ، حدثنا حماد ، أخبرنا ثابت ، عن أنس : أن اليهود كانت إذا حاضت منهم امرأة أخرجوها من البيت ، فلم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت ، فسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ، فأنزل الله عز وجل : ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ) إلى آخر الآية . رواه مسلم عن زهير بن حرب ، عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن حماد .

                                                                                                                                                                  139 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الخشاب ، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، حدثنا أبو عمران موسى بن العباس الجويني ، حدثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد القردواني [ ص: 39 ] الحراني ، حدثني أبي ، عن سابق بن عبد الله الرقي ، عن خصيف ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر [ بن عبد الله ] ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى : ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى ) قال : إن اليهود قالت : من أتى امرأته من دبرها كان ولده أحول ، فكان نساء الأنصار لا يدعن أزواجهن يأتونهن من أدبارهم ، فجاءوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض ، وعما قالت اليهود ، فأنزل الله عز وجل : ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن ) يعني الاغتسال ( فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله ) يعني القبل ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) فإنما الحرث حيث ينبت الولد ويخرج منه .

                                                                                                                                                                  140 - وقال المفسرون : كانت العرب في الجاهلية إذا حاضت المرأة [ منهم ] لم يؤاكلوها ولم يشاربوها ، ولم يساكنوها في بيت ، كفعل المجوس ، فسأل أبو الدحداح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال : يا رسول الله ما نصنع بالنساء إذا حضن . فأنزل الله هذه الآية .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية