الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقال ابن التومرت في كتاب «الدليل والعلم» فقال: «المعلومات على ضربين: معدوم وموجود، والموجود على ضربين: مطلق ومقيد، فالمقيد هو المخصص، والاختصاص على ثلاثة أضرب: الاختصاص بزمان دون زمان سواه، والثاني: الاختصاص بجهة دون جهة غيرها، والثالث: الاختصاص بخاصة دون خاصة غيرها، والموجود المطلق هو الذي ليس بمقيد ولا بمخصص، فلا يختص بزمان دون غيره، ولا بجهة دون غيرها، ولا بخاصة دون غيرها، فلو اختص بشيء لكان من جنسه، فلما انتفت عنه الخواص على الإطلاق وجب له الوجود المطلق».

قال: «والموجود المطلق هو القديم الأزلي الذي استحالت عليه القيود والخواص المختص بمطلق الوجود من غير تقييد ولا تخصيص» وذكر كلاما كثيرا في نفي الاختصاص إلى أن قال: «وإذا تساوت المتناهيات في الاختصاص بجهة مقدرة امتنع عليها التخصيص من جهتها، ومن مخصص من جنسها، وإذا بطل التخصيص من جنسها [ ص: 440 ] بطل التخصيص من جميع المخصصات على الإطلاق" ثم قال بعد هذا: "انفرد بالعلم والكمال والحكم والاختيار، وانفرد بالقهر والاقتدار، وانفرد بالخلق والاختراع" وقال: "مع هذه المخصصات بأسرها يستحيل الكمال عليها وإن تكاملت صفاتها".

التالي السابق


الخدمات العلمية