الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : " وإن جمع في بيته ، أو مسجد ، وإن صغر أجزأ عنه والمسجد الأعظم ، وحيث كثرت الجماعات أحب إلي منه .

                                                                                                                                            [ ص: 303 ] قال الماوردي : أما أقل العدد الذي يدرك به الجماعة فهو اثنان يأتم أحدهما بالآخر فيدركان فضيلة الجماعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : الاثنان فما فوقهما جماعة .

                                                                                                                                            وإذا تقرر هذا ، فالجماعة في المسجد الأعظم ، وحيث كثرت الجماعة أولى وأفضل منها في الجمع اليسير ، والجماعة اليسيرة في المسجد أفضل منها في المنزل ، فأما الدلالة على أنها في الجمع الكثير أفضل ما رواه أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صلاة الرجلين أزكى من صلاته منفردا ، وصلاة الرجل مع الرجلين أولى من صلاته مع الواحد كلما كثر كان أحب إلى الله تعالى وأما الدلالة على أنها في المسجد أفضل منها في المنزل ما روى عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بنور تام في القيامة .

                                                                                                                                            وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يكتب له بكل خطوة حسنة وأما إذا لم يكن في المسجد قبيلته ، أو محلته من يقيم بالجماعة اليسيرة غيره وكان في ذهابه إلى المسجد الأعظم ، والجمع الأكبر تعطيل لجمع مسجده اليسير ، فصلاته في مسجده ، وجمعه اليسير فيه أفضل من صلاته في الجمع الكثير في المسجد الأعظم ، لما في ذلك من قوة ظهورها ، وكثرة انتشارها ، وعمارة المساجد بإقامتها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية