الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7938 ) فصل : وظاهر كلام أحمد إباحة الرمي بالقوس الفارسية . ونص على جواز المسابقة بها ، وقال أبو بكر بن جعفر : يكره ; لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم { أنه رأى مع رجل قوسا فارسية ، فقال : ألقها ، فإنها ملعونة ولكن عليكم بالقسي العربية ، وبرماح القنا ، فبها يؤيد الله الدين ، وبها يمكن الله لكم في الأرض } . رواه الأثرم .

                                                                                                                                            ولنا ، انعقاد الإجماع على الرمي بها ، وإباحة حملها ، فإن ذلك جاز في أكثر الأعصار ، وهي التي يحصل الجهاد بها في عصرنا وأكثر الأعصار المتقدمة . وأما الخبر ، فيحتمل أنه لعنها لأن حملتها في ذلك العصر العجم ، ولم يكونوا أسلموا بعد ، ومنع العرب من حملها لعدم معرفتهم بها ، ولهذا أمر برماح القنا ، ولو حمل إنسان رمحا غيرها لم يكن مذموما . وحكى أحمد ، أن قوما استدلوا على القسي الفارسية بقول الله تعالى : { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } . يعني أن هذا مما استطاعه من القوة ، فيدخل في عموم الآية .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية