الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 843 ) فصل : إذا تلبست الأمة بالصلاة مكشوفة الرأس ، فعتقت في أثنائها ، فهي كالعريان يجد السترة في أثناء صلاته ، إن أمكنها أو أمكنه السترة ، من غير زمن طويل ولا عمل كثير ، ستر ، وبنى على ما مضى من الصلاة ، كأهل قباء لما علموا بتحويل القبلة استداروا إليها وبنوا . وإن لم يمكن الستر إلا بعمل كثير ، أو زمن طويل ، بطلت الصلاة ، إذ لا يمكن المضي فيها لكون السترة شرطا مع القدرة ، ووجدت القدرة ، ولا يمكن العمل في الصلاة كثيرا ، لأنه ينافيها فيبطلها .

                                                                                                                                            والمرجع في اليسير والكثير إلى العرف من غير تقدير بالخطوة والخطوتين . وذكر القاضي فيمن وجدت من يناولها السترة فانتظرت ، احتمالين : أحدهما : تبطل صلاتها . والثاني : لا تبطل ; لأن الجميع انتظار واحد . والأول أولى ; لأن الفصل : طال عليها وهي بادية العورة بعد القدرة على الستر ، فلم تصح صلاتها ، كما لو لم تكن منتظرة . فإن لم تعلم بالعتق حتى أتمت صلاتها ، لم تصح ; لأنها صلت عارية جهلا بوجوب الستر ، فلم تصح ، كما لو [ ص: 352 ] علمت العتق وجهلت الحكم . وإن عتقت ولم تجد ما تستتر به ، صحت صلاتها ; لأنها لا تزيد على الحرة الأصلية العاجزة عن الاستتار .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية