الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 846 ) فصل : وقول الخرقي : " ومن ذكر صلاة وهو في أخرى " يدل على أنه متى صلى ناسيا للفائتة أن صلاته صحيحة وقد نص أحمد على هذا في رواية الجماعة ، قال : متى ذكر الفائتة وقد سلم ، أجزأته ، ويقضي الفائتة . وقال مالك : يجب الترتيب مع النسيان . ولعل من يذهب إلى ذلك يحتج بحديث أبي جمعة وبالقياس على المجموعتين . ولنا ، عموم قوله صلى الله عليه وسلم { عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان } . ولأن المنسية ليس عليها أمارة ، فجاز [ ص: 354 ] أن يؤثر فيها النسيان ، كالصيام .

                                                                                                                                            وأما حديث أبي جمعة ، فإنه من رواية ابن لهيعة ، وفيه ضعف ، ويحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها وهو في الصلاة . وأما المجموعتان فإنما لم يعذر بالنسيان ; لأن عليهما أمارة ، وهو اجتماع الجماعة ، بخلاف مسألتنا ، ولا فرق بين أن يكون قد سبق منه ذكر الفائتة أو لم يسبق منه لها ذكر ، نص عليه أحمد ; لعموم ما ذكرناه من الدليل ، والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية