الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ؛ معنى " مفاتح الغيب " : أي : عنده الوصلة إلى علم الغيب؛ وكل ما لا يعلم إذا استعلم يقال فيه : " افتح علي " ؛ قوله : ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ؛ المعنى أنه يعلمها ساقطة؛ وثابتة؛ وأنت تقول : " ما يجيئك أحد إلا وأنا أعرفه " ؛ فليس معناه : إلا وأنا أعرفه في حال مجيئه فقط؛ ويجوز " ولا حبة " ؛ ويجوز " ولا حبة " ؛ فمن رفع فعلى ضربين؛ جائز أن يكون على معنى " ما تسقط ورقة ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين " ؛ و " في كتاب مبين " ؛ هنا؛ على معنيين يتصرف؛ ويجوز أن يكون معنى " في كتاب مبين " ؛ أن يكون الله أثبت ذلك في كتاب من قبل أن يخلق؛ كما قال : ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ؛ فأعلم أنه قد أثبت ما خلق من قبل خلقه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية