الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3970 حدثنا يحيي بن موسى أخبرنا أبو داود أخبرنا صدقة بن موسى أخبرنا محمد بن واسع عن سمير بن نهار العبدي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حسن الظن بالله من حسن عبادة الله قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أبو داود ) هو الطيالسي ( أخبرنا صدقة بن موسى ) الدقيقي البصري ( أخبرنا محمد بن واسع ) بن جابر بن الأخنس الأزدي أبو بكر ، أو أبو عبد الله البصري ثقة عابد كثير المناقب من الخامسة ( عن سمير ) بضم السين المهملة وفتح الميم وبياء التصغير وبالراء ( بن نهار العبدي ) البصري صدوق وقيل : هو شتير بمعجمة ثم مثناة صدوق من الثالثة كذا في التقريب . قوله : " إن حسن الظن بالله " بأن يظن أن الله يعفو عنه " من حسن عبادة الله " أي : حسن الظن به تعالى من جملة العبادات الحسنة فلا ينبغي أن تظن ما يظنه العامة من أن حسن الظن هو أن تترك العمل وتعتمد على الله وتقول إنه كريم غفور رحيم ، ويمكن أن يكون المعنى بعد حسن العبادة حسن الظن ، وقدم الخبر اهتماما ، فإن السالك إذا حسن الظن بالله على سبيل الرجاء حسن العبادة في الخلا ، والملا فيستحسن مأموله ويرجى قبوله ، قال تعالى إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله وأما من يترك العبادة ويدعي حسن الظن بالمعبود فهو مغرور ومخدوع ومردود ، ومثلهما الغزالي بمن زرع ومن لم يزرع راجيين للحصاد ولا شك أن الثاني ظاهر الفساد . قوله : ( هذا حديث غريب من هذا الوجه ) وأخرجه أحمد وأبو داود ، والحاكم في مستدركه .




                                                                                                          الخدمات العلمية