الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7995 ) فصل ويشترط أن يستثني بلسانه ، ولا ينفعه الاستثناء بالقلب . في قول عامة أهل العلم ; منهم الحسن ، والنخعي ، ومالك ، والثوري ، والأوزاعي ، والليث ، والشافعي ، وإسحاق ، وأبو ثور ، وأبو حنيفة ، وابن المنذر ، ولا نعلم لهم مخالفا ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من حلف ، فقال : إن شاء الله } . والقول هو النطق ، ولأن اليمين لا تنعقد بالنية ، فكذلك الاستثناء . وقد روي عن أحمد : إن كان مظلوما فاستثنى في نفسه ; رجوت أن يجوز إذا خاف على نفسه .

                                                                                                                                            فهذا في حق الخائف على نفسه ; لأن يمينه غير منعقدة أو لأنه بمنزلة المتأول ، وأما في حق غيره فلا . ( 7996 ) فصل : واشترط القاضي أن يقصد الاستثناء ، فلو أراد الجزم ، فسبق لسانه إلى الاستثناء من غير قصد ، أو كانت عادته جارية بالاستثناء ، فجرى لسانه على العادة من غير قصد ، لم يصح ; لأن اليمين لما لم ينعقد من غير قصد ، فكذلك الاستثناء .

                                                                                                                                            وهذا مذهب الشافعي . وذكر بعضهم أنه لا يصح الاستثناء حتى يقصده مع ابتداء يمينه ، فلو حلف غير قاصد للاستثناء ، ثم عرض له بعد فراغه من اليمين فاستثنى لم ينفعه . ولا يصح ; لأن هذا يخالف عموم الخبر ، [ ص: 414 ] فإنه قال : { من حلف ، فقال : إن شاء الله لم يحنث } ولأن لفظ الاستثناء يكون عقيب يمينه ، فكذلك نيته

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية