الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب القول عند دفن الميت أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال : وإذا وضع الميت في قبر قال من يضعه " بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، وأحب أن يقول " اللهم أسلمه إليك الأشحاء من ولده وأهله وقرابته وإخوانه وفارق من كان يحب قربه ، وخرج من سعة الدار والحياة إلى ظلمة القبر وضيقه ونزل بك ، وأنت خير منزول به إن عاقبته عاقبته بذنبه ، وإن عفوت فأنت أهل العفو اللهم أنت غني عن عذابه ، وهو فقير إلى رحمتك اللهم اشكر حسنته ، وتجاوز عن سيئته ، وشفع جماعتنا فيه واغفر ذنبه ، وافسح له في قبره ، وأعذه من عذاب القبر ، وأدخل عليه الأمان ، والروح في قبره " ، ولا بأس بزيارة القبور أخبرنا مالك عن ربيعة يعني ابن أبي عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { ، ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ، ولا تقولوا هجرا } ( قال الشافعي ) : ولكن لا يقال عندها هجر من القول ، وذلك مثل الدعاء بالويل ، والثبور والنياحة فأما إذا زرت تستغفر للميت ويرق قلبك ، وتذكر أمر الآخرة فهذا مما لا أكرهه ، ولا أحب المبيت في القبور للوحشة على البائت ، وقد رأيت الناس عندنا يقاربون من ذوي القرابات في الدفن ، وأنا أحب ذلك ، وأجعل الوالد أقرب إلى القبلة من الولد إذا أمكن ذلك ، وكيفما دفن أجزأ إن شاء الله ، وليس في التعزية شيء مؤقت يقال لا يعدى إلى غيره أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا القاسم بن عبد الله بن عمر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال { لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية سمعوا قائلا يقول إن في الله عزاء من كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل ما فات فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب } ( قال الشافعي ) قد عزى قوم من الصالحين بتعزية مختلفة فأحب أن يقول قائل هذا القول ، ويترحم على الميت ، ويدعو لمن خلفه ( قال ) : ، والتعزية من حين موت الميت أن المنزل ، والمسجد وطريق القبور ، وبعد الدفن ، ومتى عزى فحسن فإذا شهد الجنازة أحببت أن تؤخر التعزية إلى أن يدفن الميت إلا أن يرى جزعا من المصاب فيعزيه عند جزعه ، ويعزي الصغير والكبير ، والمرأة إلا أن تكون امرأة شابة ولا أحب مخاطبتها إلا لذي محرم ، وأحب لجيران الميت أو ذي قرابته أن يعملوا لأهل الميت في يوم يموت ، وليلته طعاما يشبعهم فإن ذلك سنة ، وذكر كريم ، وهو من فعل أهل الخير قبلنا ، وبعدنا لأنه لما { جاء نعي جعفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوا لآل جعفر طعاما فإنه قد جاءهم أمر يشغلهم } أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا ابن عيينة عن جعفر عن أبيه عبد الله بن جعفر قال { جاء نعي جعفر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوا لآل جعفر طعاما فإنه قد جاءهم أمر يشغلهم أو ما يشغلهم } شك سفيان ( قال [ ص: 318 ] الشافعي ) : وأحب لقيم أهل الميت عند المصيبة أن يتعاهد أضعفهم عن احتمالها بالتعزية بما يظن من الكلام والفعل أنه يسليه ، ويكف من حزنه ، وأحب لولي الميت الابتداء بأولى من قضاء دينه فإن كان ذلك يستأخر سأل غرماءه أن يحللوه ويحتالوا به عليه ، وأرضاهم منه بأي وجه كان ، أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة أظنه عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه } ( قال ) : وأحب إن أوصى بشيء أن يعجل الصدقة عنه ، ويجعل ذلك في أقاربه وجيرانه ، وسبيل الخير ، وأحب مسح رأس اليتيم ودهنه ، وإكرامه ، وأن لا ينهر ، ولا يقهر فإن الله عز وجل قد أوصى به

التالي السابق


الخدمات العلمية