الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3608 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن أبي وداعة قال جاء العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنه سمع شيئا فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال من أنا فقالوا أنت رسول الله عليك السلام قال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم فرقة ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا وخيرهم نفسا قال أبو عيسى هذا حديث حسن وروي عن سفيان الثوري عن يزيد بن أبي زياد نحو حديث إسمعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب [ ص: 55 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 55 ] قوله : ( جاء العباس ) أي : غضبان ( وكأنه سمع شيئا ) أي : من الطعن في نسبه ، أو حسبه ( فقال " من أنا " ) استفهام تقرير على جهة التبكيت ( فقالوا أنت رسول الله ) فلما كان قصده -صلى الله عليه وسلم- بيان نسبه وهم عدلوا عن ذلك المعنى ولم يكن الكلام في ذلك المبنى " قال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب " يعني وهما معروفان عند العارف المنتسب ، قال الطيبي قوله فكأنه سمع مسبب عن محذوف أي : جاء العباس غضبان بسبب ما سمع طعنا من الكفار في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نحو قوله تعالى لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم كأنهم حقروا شأنه وأن هذا الأمر العظيم الشأن لا يليق إلا بمن هو عظيم من إحدى القريتين كالوليد بن المغيرة وعروة بن مسعود الثقفي مثلا فأقرهم -صلى الله عليه وسلم- على سبيل التبكيت على ما يلزم تعظيمه وتفخيمه فإنه الأولى بهذا الأمر من غيره ؛ لأن نسبه أعرف ، ومن ثم لما قالوا : أنت رسول الله ردهم بقوله أنا محمد بن عبد الله . قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه أحمد .




                                                                                                          الخدمات العلمية