الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 50 ] الفصل الخامس

في بيان مراتب القراءة

تقدم أن فرضية علم التجويد ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، ومما ورد في هذا الشأن من الأدلة قول الله تبارك وتعالى: ورتل القرآن ترتيلا [المزمل: 4].

والترتيل هو أحد مراتب القراءة الثلاث التي يجب على القارئ معرفتها وهي كما يلي:

الترتيل، والحدر، والتدوير.

أما الترتيل: فهو القراءة بتؤدة واطمئنان مع تدبر المعاني، ومراعاة أحكام التجويد من إعطاء الحروف حقها من الصفات والمخارج، ومد الممدود، وقصر المقصور، وترقيق المرقق، وتفخيم المفخم، مما يتفق وقواعد التجويد، وهو أفضل المراتب الثلاث، فقد أمر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - فقال جل شأنه: ورتل القرآن ترتيلا [المزمل: 4].

وأما الحدر - بسكون الدال - : فهو الإسراع في القراءة مع المحافظة على قواعد التجويد ومراعاتها بدقة، وليحترز القارئ حينئذ من بتر حروف المد، وذهاب صوت الغنة، واختلاس أكثر الحركات، ومن التفريط إلى غاية لا تصح بها القراءة، ولا توصف بها التلاوة.

وأما التدوير: فهو القراءة بحالة متوسطة بين مرتبتي الترتيل والحدر، مع المحافظة على قواعد التجويد ومراعاتها كذلك.

والمراتب الثلاث في الأفضلية على النحو التالي: الترتيل فالتدوير فالحدر آخرها، وقد نظم هذه المراتب صاحب تذكرة القراء فقال:


الحدر والترتيل والتدوير والأوسط الأتم فالأخير

والله تعالى أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية