الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصاحف

[ ص: 175 ] " حدثنا عبد الله، قال: حدثنا محمد بن عمر بن هياج ، قال: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن يعني الأرحبي ، حدثني عبد الله بن عبد الملك أبجر ، عن إياد بن لقيط ، عن يزيد بن معاوية ، قال: إني لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة في حلقة فيها حذيفة قال: وليس إذ ذاك حجزة ولا جلاوزة إذ هتف هاتف من كان يقرأ على قراءة أبي موسى فليأت الزاوية التي عند أبواب كندة، ومن كان يقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود فليأت [ ص: 176 ] هذه الزاوية التي عند دار عبد الله، واختلفا في آية من سورة البقرة قرأ هذا: وأتموا الحج والعمرة للبيت , وقرأ هذا: وأتموا الحج والعمرة لله فغضب حذيفة واحمرت عيناه ثم قام ففرز قميصه في حجزته وهو في المسجد، وذاك في زمن عثمان، فقال: "إما أن يركب إلى أمير المؤمنين وإما أن أركب، فهكذا كان من قبلكم، ثم أقبل فجلس، فقال: " إن الله بعث محمدا فقاتل بمن أقبل من أدبر حتى أظهر دينه، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف أبا بكر فكان ما شاء الله، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عمر فنزل وسط الإسلام، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عثمان وايم الله ليوشكن أن يطعنوا فيه طعنة تخلفونه كله "

حدثنا عبد الله، قال: حدثنا سهل بن صالح ، قال: حدثنا [ ص: 177 ] أبو داود ويعقوب ، قالا: أخبرنا شعبة , عن علقمة بن مرثد ، عن سويد بن غفلة ، قال: قال علي في المصاحف: " لو لم يصنعه عثمان لصنعته " . قال أبو داود : عن رجل، عن سويد حدثنا عبد الله، قال: حدثنا محمد بن بشار ، قال: حدثنا محمد بن جعفر وعبد الرحمن ، قالا: حدثنا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن رجل، عن سويد بن غفلة , قال: قال علي حين حرق عثمان المصاحف: " لو لم يصنعه هو لصنعته "

[ ص: 178 ] حدثنا عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن سنان ، قال: حدثنا عبد الرحمن ، قال: حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن مصعب بن سعد ، قال: " أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف، فأعجبهم ذلك "، وقال: " لم ينكر ذلك منهم أحد "

حدثنا عبد الله، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف ، قال: حدثنا يحيى بن كثير ، قال: حدثنا ثابت بن عمارة الحنفي ، قال: سمعت غنيم بن قيس المازني ، قال: " قرأت القرآن على الحرفين جميعا، والله ما يسرني أن عثمان لم يكتب المصحف، وأنه ولد لكل مسلم كلما أصبح غلام، فأصبح له مثل ما له " , قال: قلنا له: يا أبا العنبر، لم ؟ قال: " لو لم يكتب عثمان المصحف، لطفق الناس يقرءون الشعر "

[ ص: 179 ] حدثنا عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان ، قال: حدثنا محمد بن عبد الله ، حدثني عمران بن حدير ، عن أبي مجلز ، قال: " لولا أن عثمان كتب القرآن لألفيت الناس يقرءون الشعر "

حدثنا عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن سنان ،سمعت عبد الرحمن بن مهدي , يقول: " خصلتان لعثمان بن عفان ليستا لأبي بكر ولا لعمر، صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف "

التالي السابق


الخدمات العلمية