الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3614 حدثنا محمد بن إسمعيل حدثنا عبد الله بن يزيد المقري حدثنا حيوة أخبرنا كعب بن علقمة سمع عبد الرحمن بن جبير أنه سمع عبد الله بن عمرو أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو ومن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح قال محمد عبد الرحمن بن جبير هذا قرشي مصري مدني وعبد الرحمن بن جبير بن نفير شامي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا محمد بن إسماعيل ) هو الإمام البخاري ( حدثنا عبد الله بن يزيد المقري ) أبو عبد الرحمن المكي ( حدثنا حيوة ) بن شريح بن صفوان التجيبي المصري ( أخبرنا كعب بن علقمة ) بن كعب المصري ( سمع عبد الرحمن بن جبير ) المصري المؤذن العامري ثقة عارف بالفرائض من الثالثة ( سمع عبد الله بن عمرو ) بن العاص السهمي . قوله : " فقولوا مثل ما يقول " أي : المؤذن وهذا مخصوص بحديث عمر عند مسلم أنه يقول في الحيعلتين : لا حول ولا قوة إلا بالله " صلوا علي " بتشديد الياء " فإنه " ا ضمير للشأن " صلاة " أي : واحدة " صلى الله عليه بها عشرا " أي : أعطاه الله بتلك الصلاة الواحدة عشرا من الرحمة " ثم سلوا " أي : الله تعالى " فإنها " أي : الوسيلة " منزلة في الجنة " هي أعلى منازل الجنة " لا تنبغي إلا لعبد " أي : لا تصلح ولا تليق تلك المنزلة إلا لعبد واحد " وأرجو " من الرجاء وهو الأمل " أن أكون أنا هو " قيل : هو خبر كان وضع موضع إياه [ ص: 60 ] ، والجملة من باب وضع الضمير موضع اسم الإشارة أي : أكون ذلك العبد ، ويحتمل أن يكون أنا مبتدأ لا تأكيدا ، وهو خبره الجملة خبر أكون ، وقيل : يحتمل على الأول أن الضمير وحده وضع موضع اسم الإشارة " حلت عليه الشفاعة " أي : صارت حلالا له غير حرام ، وفي بعض نسخ مسلم : حلت له الشفاعة ، قال النووي معناه وجبت وقيل : نالته . انتهى ، وقال القاري وقيل : من الحلول بمعنى النزول يعني استحق أن أشفع له مجازاة لدعائه ، وقد تقدم شيء من الكلام في هذا في الباب الذي بعد باب ما يقول إذا أذن المؤذن من الدعاء . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي . ( قال محمد ) يعني الإمام البخاري ( عبد الرحمن بن جبير هذا قرشي إلخ ) مقصود الترمذي بيان الفرق بين عبد الرحمن بن جبير المذكور في السند وعبد الرحمن بن جبير بن نفير ، فالأول قرشي مصري ، والثاني شامي .




                                                                                                          الخدمات العلمية