الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السادسة : قوله : { أن تقصروا من الصلاة } : اختلف العلماء في تأويلها ; فمنهم من قال : إن القصر قصر عدد ، وهم الجم الغفير . ومنهم من قال : إنها قصر الحدود وتغيير الهيئات . والذين قالوا : إن القصر في العدد قالت جماعة منهم : أن ينقص من أربع إلى اثنين . وقال آخرون : يقصر من اثنين إلى واحدة . [ ص: 616 ]

                                                                                                                                                                                                              وقال علماؤنا : الآية تحتمل المعنيين جميعا ; فأما القصر من هيئتها فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلا حالة الخوف ، وأما القصر من عددها إلى ثنتين فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم فعلا في حالة الأمن . وأما القصر في حالة الخوف إلى واحدة فقد روي عنه من طريقين : أحدهما قول ابن عباس في الصحيح : فرض الله الصلاة على لسان نبيه في الحضر أربعا ، وفي السفر ركعتين ، وفي الخوف ركعة . ويأتي إن شاء الله بيانه .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية