الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2356 وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر فتنزه عنه ناس من الناس فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب حتى بان الغضب في وجهه ثم قال ما بال أقوام يرغبون عما رخص لي فيه فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدهم له خشية

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( فغضب حتى بان الغضب في وجهه ، ثم قال : ما بال أقوام يرغبون عما رخص لي فيه ؟ فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدهم له خشية ) فيه الحث على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم ، والنهي عن التعمق في العبادة ، وذم التنزه عن المباح شكا في إباحته . وفيه الغضب عند انتهاك حرمات الشرع ، وإن كان المنتهك متأولا تأويلا باطلا . وفيه حسن المعاشرة بإرسال التعزير والإنكار في الجمع ، ولا يعين فاعله ، فيقال : ما بال أقوام ؟ ونحوه . وفيه أن القرب إلى الله تعالى سبب لزيادة العلم به وشدة خشيته .

                                                                                                                وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( فوالله لأنا أعلمهم بالله ، وأشدهم له خشية ) فمعناه أنهم يتوهمون أن سننهم عما فعلت أقرب لهم عند الله ، وإن فعل خلاف ذلك ، وليس كما توهموا ، بل أنا أعلمهم بالله ، وأشدهم له خشية . وإنما يكون القرب إليه سبحانه وتعالى ، والخشية له على حسب ما أمر ، لا بمخيلات النفوس ، وتكلف أعمال لم يأمر بها . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية