الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
غصب حمارة فتبعها جحشها فأكله الذئب ضمنه كما في معاياة الوهبانية : [ ص: 201 ]

وغاصب شيء كيف يضمن غيره وليس له فعل بما يتغير     وغاصب نهر هل له منه شربه
وهل ثم نهر طاهر لا مطهر



التالي السابق


( قوله ضمنه ) مخالف لما في المعراج والبزازية وغيرهما من [ ص: 201 ] أنه إن لم يسقه ، معها لا يضمنه ، وقدمناه أول الغصب عن الزيلعي . لكن نقل عن الشرنبلالي عن قاضي خان : أنه ينبغي أن يضمنه أيضا ; لأنه لا يساق إلا بسوقها كما قالوا إذا غصب عجلا فيبس لبن أمه ضمنه مع نقصان الأم ا هـ .

أقول : إن كانت المسألة من تخريجات المشايخ فما اختاره قاضي خان وجيه ، ولذا مشى عليه ابن وهبان وإن كانت منقولة عن المجتهد فاتباعه أوجه فليراجع ( قوله بما يتغير ) الظاهر أن المراد به المضمون وهو الجحش هنا فإنه لما هلك تغير عن حاله وقد ضمنه مع أنه لم يباشر فيه فعلا تأمل ( قوله هل له منه شربه ) الجواب : نعم إن حول النهر عن موضعه كره الشرب والتوضؤ منه لظهور أثر الغصب بالتحويل ، وإلا لا لثبوت حق كل أحد فيهما ابن الشحنة ( قوله وهل ثم نهر طاهر لا مطهر ) الجواب أنه الفرس السريع ، فإنه يسمى نهرا وبحرا لقول بعضهم في قوله تعالى - { وهذه الأنهار تجري من تحتي - } أي الخيل { ولقوله صلى الله عليه وسلم في فرس أبي طلحة : إنا وجدناه لبحرا } ابن الشحنة والله تعالى أعلم .




الخدمات العلمية