الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                7059 ( أخبرنا ) محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأ محمد بن يعقوب بن يوسف ، حدثني أبي ويحيى بن منصور الهروي قالا : ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي ، ثنا عبد العزيز بن المختار ، ثنا سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم فيجعل صفائح فيكوى بها جنباه وجبينه حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة ، وإما إلى النار ، وما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها بقاع قرقر كأوفر ما كانت تسير عليه كلما مضى أخراها ردت عليه أولاها حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة ، وإما إلى النار ، وما من صاحب غنم لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها بقاع قرقر كأوفر ما كانت فتطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها ليس فيها عقصاء ، ولا جلحاء ، كلما مضى عليه أخراها ردت عليه أولاها حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة ، وإما إلى النار " . قال سهيل : فلا أدري أذكر البقر أم لا . قالوا : فالخيل يا رسول الله ؟ قال : " الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة - أو قال - الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة " . قال سهيل : أنا أشك . " الخيل ثلاثة فهي لرجل أجر ، ولرجل ستر ، وعلى رجل وزر . فأما الذي هي له أجر فالرجل يتخذها في سبيل الله ويعدها له فلا يغيب شيئا في بطونها إلا كتب الله له بها أجرا ، ولو رعاها في مرج ما أكلت من شيء إلا كتب الله له بها أجرا ، ولو سقاها من نهر كان له بكل قطرة تغيبها في بطونها أجر حتى ذكر الأجر في أبوالها ، وأرواثها ، ولو استنت شرفا أو شرفين كتب الله له بكل خطوة تخطوها أجرا ، وأما الذي هي له ستر فالرجل يتخذها تكرما وتجملا ، ولا ينسى حق الله في ظهورها وبطونها ، في عسرها ويسرها ، وأما الذي عليه وزر فالذي يتخذها أشرا وبطرا وبذخا ورياء للناس ، فذاك الذي عليه وزر " . قالوا : فالحمر يا رسول الله ؟ [ ص: 82 ] قال : " ما أنزل الله علي فيها شيئا إلا هذه الآية الجامعة الفاذة : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) . رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب .

                                                                                                                                                ورواه حفص بن ميسرة وهشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي صالح سمع أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها . فذكره ، ثم ذكر الإبل ، ثم ذكر البقر والغنم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية