الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              753 (31) باب

                                                                                              الترغيب في كثرة السجود ، وعلى كم يسجد ؟

                                                                                              وفيمن صلى معقوص الشعر

                                                                                              [ 385 ] عن معدان بن أبي طلحة اليعمري ، قال : لقيت ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة ، أو قال : قلت : بأحب الأعمال إلى الله . فسكت ، ثم سألته فسكت ، ثم سألته الثالثة فقال : سألت عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : عليك بكثرة السجود ، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة . قال معدان : ثم لقيت أبا الدرداء فسألته ، فقال لي مثل ما قال لي ثوبان .

                                                                                              رواه أحمد (5 \ 276)، ومسلم (488)، والترمذي (388)، والنسائي (2 \ 228) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ (31) ومن باب : الترغيب في كثرة السجود وعلى كم يسجد ]

                                                                                              قوله في حديث ثوبان - وقد سئل عن أحب الأعمال إلى الله ؟ فقال : عليك بكثرة السجود . الحديث دليل على أن كثرة السجود أفضل من طول القيام ، وهي مسألة اختلف العلماء فيها . فذهبت طائفة إلى ظاهر هذا الحديث ، وذهبت طائفة أخرى إلى أن طول القيام أفضل ; متمسكين بقوله - عليه الصلاة والسلام - : أفضل [ ص: 93 ] الصلاة طول القنوت ، وفسروا القنوت بالقيام كما قال تعالى : وقوموا لله قانتين [ البقرة : 238 ] ذكر هذه المسألة والخلاف فيها الترمذي ، والصحيح من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يطول في قيام صلاة الليل ، وداوم على ذلك إلى حين موته ، فدل على أن طول القيام أفضل . ويحتمل أن يقال : إن ذلك يرجع إلى حال المصلي ; فرب مصل يحصل له في حال القيام من الحضور والتدبر والخشوع ما لا يحصل له في السجود ، ورب مصل يحصل له في السجود من ذلك ما لا يحصل له في القيام ، فيكون الأفضل في حقه : الحال التي حصل له فيها ذلك المعنى ; الذي هو روح الصلاة ، والله تعالى أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية