الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      هشام بن سعد ، عن عطاء الخراساني قال : قلت لسعيد بن المسيب : إن عكرمة يزعم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوج ميمونة وهو محرم فقال : كذب مخبثان اذهب إليه فسبه ، سأحدثكم : قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو محرم ، فلما حل تزوجها .

                                                                                      وقال شعبة ، عن عمرو بن مرة : سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية ، [ ص: 24 ] فقال : لا تسألني عن القرآن ، وسل عنه من يزعم أنه لا يخفى عنه منه شيء يعني عكرمة . وقال مطر : قلت لعطاء : إن عكرمة قال : قال ابن عباس : سبق الكتاب المسح على الخفين ، فقال : كذب عكرمة ، سمعت ابن عباس يقول : امسح على الخفين ، وإن خرجت من الخلاء .

                                                                                      مسلم الزنجي ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم أنه كان جالسا مع سعيد بن جبير ، فمر به عكرمة ومعه ناس ، فقال لنا سعيد : قوموا إليه واسألوه ، واحفظوا ما تسألون عنه وما يجيبكم ، فقمنا وسألناه فأجابنا ، ثم أتينا سعيدا فأخبرناه فقال : كذب .

                                                                                      بشر بن المفضل ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم سألت عكرمة ، أنا وعبد الله بن سعيد ، عن قوله : والنخل باسقات قال : بسوقها كبسوق النساء عند ولادتها ، فرحت إلى سعيد فأخبرته ، فقال : كذب ، بسوقها : طولها .

                                                                                      إسرائيل ، عن عبد الكريم الجزري ، عن عكرمة أنه كره كراء الأرض ، [ ص: 25 ] فذكرت ذلك لسعيد فقال : كذب عكرمة ، سمعت ابن عباس يقول : " إن أمثل ما أنتم صانعون استئجار الأرض البيضاء سنة بسنة " .

                                                                                      وقال مسلم بن إبراهيم ، عن الصلت بن دينار : سألت ابن سيرين عن عكرمة فقال : ما يسوءني أن يكون من أهل الجنة ، ولكنه كذاب . وروى عارم ، عن الصلت بن دينار : قلت لابن سيرين : إن عكرمة يؤذينا ويسمعنا ما نكره ، فقال كلاما فيه لين ، أسأل الله أن يميته ويريحنا منه

                                                                                      وهيب بن خالد
                                                                                      سمعت يحيى بن سعيد وأيوب ذكرا عكرمة ، فقال يحيى : كان كذابا ، وقال أيوب : لم يكن بكذاب .

                                                                                      هشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومي سمعت ابن أبي ذئب يقول : رأيت عكرمة ، وكان غير ثقة . هكذا رواه عمران بن موسى بن مجاشع ، عن إبراهيم بن المنذر عنه ، ورواه العقيلي عن محمد بن زريق بن جامع ، عن إبراهيم فقال : كان ثقة . فالله أعلم ، والرواية الأولى أشبه .

                                                                                      قال رجاء بن أبي سلمة : سمعت ابن عون يقول : ما تركوا أيوب حتى استخرجوا منه ما لم يكن يريد -يعني الرواية عن عكرمة - وقال ضمرة : قيل لداود ابن أبي هند : هل تروي عن عكرمة ؟ قال : هذا عمل أيوب ، قال : عكرمة ؟ فقلنا : عكرمة . [ ص: 26 ]

                                                                                      وقال معن وغيره : كان مالك لا يرى عكرمة ثقة ، ويأمر أن لا يؤخذ عنه .

                                                                                      قال يحيى بن معين : كان مالك يكره عكرمة قيل : فقد روى عن رجل عنه ، قال : شيء يسير .

                                                                                      وقال ابن المديني : لم يسم مالك عكرمة في شيء من كتبه إلا في حديث ثور ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في الذي يصيب أهله وهو محرم قال : يصوم ويهدي وكأنه ذهب إلى أنه يرى رأي الخوارج وكان يقول في كتبه : رجل .

                                                                                      وروى الربيع عن الشافعي قال : ومالك سيئ الرأي في عكرمة ، قال : لا أرى لأحد أن يقبل حديثه .

                                                                                      قال أحمد بن حنبل : عكرمة بن خالد أوثق من عكرمة مولى ابن عباس ، عكرمة مضطرب الحديث يختلف عنه ، وما أدري .

                                                                                      وقال قتادة : ما حفظت عن عكرمة إلا بيت شعر ، رواه عنه أيوب فعلى هذا روايته عنه تدليس .

                                                                                      وفي صحيح البخاري لقتادة عن عكرمة أربعة أحاديث : في تكبيرات الصلاة ، والخنصر والإبهام سواء ، والمتشبهين بالنساء ، وفي زوج بريرة ، وفي السنن أحاديث .

                                                                                      قال أحمد بن أبي خيثمة : رأيت في كتاب علي ابن المديني ، سمعت [ ص: 27 ] يحيى بن سعيد يقول ، حدثوني والله عن أيوب ، أنه ذكر له : عكرمة لا يحسن الصلاة . قال أيوب : وكان يصلي ؟ !

                                                                                      الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال : رأيت عكرمة قد أقيم قائما في لعب النرد .

                                                                                      وقال يزيد بن هارون : قدم عكرمة البصرة ، فأتاه أيوب وسليمان التيمي ويونس ، فبينا هو يحدثهم إذ سمع صوت غناء ، فقال : أمسكوا ، قال : قاتله الله ، لقد أجاد ، فأما سليمان ويونس ، فما عادا إليه ، وعاد إليه أيوب ، فأحسن أيوب .

                                                                                      قال ابن علية : ذكر أيوب عكرمة فقال : كان قليل العقل ، أتيناه يوما فقال : والله لأحدثنكم ، فمكث ، فجعل يحدثنا ، ثم قال : أيحسن حسنكم مثل هذا ؟ وبينا أنا عنده إذ رأى أعرابيا فقال : هاه ألم أرك بأرض الجزيرة أو غيرها ، فأقبل عليه وتركنا .

                                                                                      وروى شبابة عن المغيرة بن مسلم قال : لما قدم عكرمة خراسان قال أبو مجلز : سلوه ما جلاجل الحاج ؟ فسئل ، فقال : وأنى هذا بهذه الأرض ؟ ! . جلاجل الحاج : الإفاضة ، فقيل لأبي مجلز ، فقال : صدق .

                                                                                      قال عبد العزيز بن أبي رواد : قلت لعكرمة : تركت الحرمين ، وجئت إلى خراسان ؟ ! قال : أسعى على بناتي .

                                                                                      شبابة ، أخبرنا أبو الطيب موسى بن يسار قال : رأيت عكرمة جائيا من سمرقند على حمار ، تحته جوالقان فيهما حرير ، أجازه بذلك عامل [ ص: 28 ] سمرقند ، ومعه غلام ، وقيل له : ما جاء بك إلى هذه البلاد؟ قال : الحاجة .

                                                                                      وقال عمران بن حدير : تناول عكرمة عمامة له خلقا ، فقال رجل : ما تريد إلى هذه ؟ عندنا عمائم نرسل إليك بواحدة ، قال : لا آخذ من الناس شيئا ، إنما آخذ من الأمراء .

                                                                                      الأعمش ، عن إبراهيم قال : لقيت عكرمة فسألته عن البطشة الكبرى قال : يوم القيامة ، فقلت : إن عبد الله كان يقول : يوم بدر فأخبرني من سأله بعد ذلك ، فقال : يوم بدر قلت : القولان مشهوران .

                                                                                      عباس بن حماد عن عثمان بن مرة قال : قلت للقاسم : إن عكرمة قال : حدثنا ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن المزفت والنقير ، والدباء والحنتم والجرار قال : يا ابن أخي ! إن عكرمة كذاب يحدث غدوة حديثا [ ص: 29 ] يخالفه عشية . وروى روح بن عبادة عن عبادة نحوه .

                                                                                      القاسم بن معن ، حدثني أبي ، عن عبد الرحمن ، قال : حدث عكرمة بحديث فقال : سمعت ابن عباس يقول : كذا وكذا ، فقلت : يا غلام ! هات الدواة والقرطاس ، فقال : أعجبك ؟ قلت : نعم ، قال : إنما قلته برأيي .

                                                                                      أبو مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز قال : قال خالد بن يزيد بن معاوية في عكرمة : نعم صاحب رجل عالم ، وبئس صاحب رجل جاهل ، أما العالم ، فيأخذ ما يعرف ، وأما الجاهل ، فيأخذ كل ما سمع ، ثم قال سعيد : وكان عكرمة يحدث الحديث ، ثم يقول في نفسه : إن كان كذلك .

                                                                                      النضر بن شميل : حدثنا سالم أبو عتاب بصري قال : كنت أطوف أنا وبكر بن عبد الله المزني ، فضحك بكر ، فقيل له : ما يضحكك ؟ قال : العجب من أهل البصرة إن عكرمة حدثهم -يعني عن ابن عباس - في تحليل الصرف ، فإن كان عكرمة حدثهم أنه أحله ، فأنا أشهد أنه صدق ، ولكني أقيم خمسين من أشياخ المهاجرين والأنصار يشهدون أنه انتفى منه .

                                                                                      معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، قيل لطاوس : إن عكرمة يقول : لا يدافعن أحدكم الغائط والبول في الصلاة ، أو كلاما هذا معناه ، فقال طاوس : المسكين لو اقتصر على ما سمع كان قد سمع علما . قلت أصاب هنا عكرمة ، فقد صح الحديث في ذلك - أعني قبل [ ص: 30 ] الإحرام بالصلاة فإن عرض له ذلك في الصلاة ، وأمكنه الصبر ، فصلاته صحيحة ، وإن أجهده ذلك فلينصرف .

                                                                                      وروى إبراهيم بن ميسرة عن طاوس : لو أن مولى ابن عباس اتقى الله ، وكف من حديثه ، لشدت إليه المطايا .

                                                                                      وروى أحمد بن منصور المروزي ، عن أحمد بن زهير قال : عكرمة أثبت الناس فيما روى ، ولم يحدث عن أقرانه ، أكثر حديثه عن الصحابة .

                                                                                      وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل : قال خالد الحذاء : كل ما قال محمد بن سيرين نبئت عن ابن عباس ، فإنما رواه عن عكرمة ، قيل : ما شأنه ؟

                                                                                      قال : كان يرى رأي الخوارج رأى الصفرية ، ولم يدع موضعا إلا خرج إليه : خرسان والشام واليمن ومصر وإفريقية . قال أحمد : إنما أخذ أهل إفريقية رأي الصفرية من عكرمة لما قدم عليهم وكان يأتي الأمراء يطلب جوائزهم .

                                                                                      واختلف أهل المدينة في المرأة تموت ولم يلاعنها زوجها : يرثها ؟ فقال أبان بن عثمان : ادعوا مولى ابن عباس فدعي فأخبرهم ، فعجبوا منه ، وكانوا يعرفونه بالعلم . [ ص: 31 ]

                                                                                      ومات هو وكثير عزة في يوم واحد ، فقالوا : مات أعلم الناس وأشعر الناس .

                                                                                      قال أبو بكر المروذي ، قلت لأحمد : يحتج بحديث عكرمة؟ قال : نعم يحتج به .

                                                                                      وقال عثمان بن سعيد : قلت لابن معين : فعكرمة أحب إليك في ابن عباس أو عبيد الله ؟ قال : كلاهما ، ولم يختر ، قلت : فعكرمة ، أو سعيد بن جبير؟ فقال : ثقة وثقة .

                                                                                      وروى جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، وعن يحيى بن معين قال : إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام .

                                                                                      قلت : هذا محمول على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما ، أما من نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف ، فقد أصاب ، نعم إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام ، وهو حديث يستنكر . وقد جمع ابن منده فيه جزءا سماه : " صحة حديث عكرمة " .

                                                                                      وقال يعقوب بن شيبة : سمعت عليا يقول : لم يكن في موالي ابن عباس أغزر من عكرمة . كان عكرمة من أهل العلم ، قد روى عنه الشعبي ، وإبراهيم ، وجابر أبو الشعثاء ، وعطاء ، ومجاهد .

                                                                                      وقال أحمد العجلي : مكي تابعي ثقة بريء مما يرميه به الناس من الحرورية . يعني من رأيهم .

                                                                                      وقال البخاري : ليس أحد من أصحابنا إلا وهو يحتج بعكرمة .

                                                                                      وقال النسائي : ثقة . [ ص: 32 ]

                                                                                      وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : ثقة ، قلت : يحتج بحديثه ؟

                                                                                      قال : نعم إذا روى عنه الثقات ، والذي أنكر عليه يحيى بن سعيد ومالك ، فلسبب رأيه قيل لأبي : فموالي ابن عباس ؟ قال : كريب وسميع وشعبة وعكرمة وهو أعلاهم .

                                                                                      وسئل أبي عن عكرمة وسعيد بن جبير أيهما أعلم بالتفسير؟ فقال : أصحاب ابن عباس على عكرمة .

                                                                                      قال الحافظ ابن عدي في " كامله " وعكرمة لم أخرج هنا من حديثه شيئا ; لأن الثقات إذا رووا عنه فهو مستقيم الحديث إلا أن يروي عنه ضعيف ، فيكون قد أتي من قبل الضعيف ، لا من قبله ، ولم يمتنع الأئمة من الرواية عنه ، وأصحاب الصحاح أدخلوا أحاديثه إذا روى عنه ثقة في صحاحهم ، وهو أشهر من أن أحتاج أن أخرج له شيئا من حديثه ، وهو لا بأس به .

                                                                                      وقال أبو أحمد الحاكم : احتج بحديثه الأئمة القدماء ، لكن بعض المتأخرين أخرج حديثه من حيز الصحاح .

                                                                                      قلت : ما علمت مسلما أخرج له سوى حديث واحد لكنه مقرون بآخر ، فروى لابن جريج عن أبي الزبير عن عكرمة . وطاوس عن ابن عباس في حج ضباعة .

                                                                                      قال الخصيب بن ناصح : حدثنا خالد بن خداش قال : شهدت حماد بن [ ص: 33 ] زيد في آخر يوم مات فيه ، فقال : أحدثكم بحديث لم أحدث به قط ، إني أكره أن ألقى الله ولم أحدث به ، سمعت أيوب يحدث عن عكرمة قال : إنما أنزل الله متشابه القرآن ليضل به .

                                                                                      قلت : هذه عبارة رديئة ، بل إنما أنزله الله -تعالى- ليهدي به المؤمنين ، وما يضل به إلا الفاسقين كما أخبرنا -عز وجل- في سورة البقرة .

                                                                                      قال ابن سعد : كان عكرمة كثير العلم والحديث ، بحرا من البحور ، وليس يحتج بحديثه ، ويتكلم الناس فيه .

                                                                                      قال مصعب بن عبد الله الزبيري : كان عكرمة يرى رأي الخوارج ، فطلبه متولي المدينة ، فتغيب عند داود بن الحصين حتى مات عنده .

                                                                                      قلت : ولهذا ينفرد عنه داود بأشياء تستغرب ، وكثير من الحفاظ عدوا تلك الإفرادات مناكير ، ولا سيما إذا انفرد بها مثل ابن إسحاق ونحوه .

                                                                                      روى إسماعيل بن أبي أويس ، عن مالك بن أنس ، عن أبيه قال : أتي بجنازة عكرمة مولى ابن عباس وكثير عزة بعد الظهر ، فما علمت أن أحدا من أهل المسجد حل حبوته إليهما .

                                                                                      وروى أبو داود السنجي ، عن الأصمعي ، عن ابن أبي الزناد قال : مات كثير وعكرمة مولى ابن عباس في يوم واحد ; فأخبرني غير الأصمعي ، قال : فشهد الناس جنازة كثير وتركوا جنازة عكرمة . [ ص: 34 ]

                                                                                      قلت : ما تركوا عكرمة -مع علمه- وشيعوا كثيرا إلا عن بلية كبيرة في نفوسهم له -رضي الله عنه- .

                                                                                      وروى يحيى بن بكير ، عن الدراوردي قال : مات عكرمة وكثير عزة في يوم واحد فما شهدهما إلا سودان المدينة .

                                                                                      وقال نوح بن حبيب : ماتا في يوم فقال الناس : مات فقيه الناس وشاعر الناس .

                                                                                      البخاري وغيره عن علي ابن المديني قال : مات عكرمة بالمدينة سنة أربع ومائة رواها يعقوب الفسوي عن علي فزاد ، قال : فما حمله أحد ، اكتروا له أربعة .

                                                                                      وقال علي بن عبد الله التميمي ، ومصعب بن عبد الله وابن نمير ، والفلاس ، وأبو عبيد وشباب ، وابن يونس : مات سنة خمس ومائة وكذا نقل أبو الحسن بن البراء عن ابن المديني . قال التميمي وابن يونس : وهو ابن ثمانين سنة .

                                                                                      وقال الواقدي : حدثتني بنته أم داود أنه توفي سنة خمس ومائة .

                                                                                      وقال الهيثم بن عدي وأبو عمر الضرير : مات سنة ست ومائة ، والأصح سنة خمس .

                                                                                      وقال أبو معشر السندي ، وأبو نعيم وابن أبي شيبة ، وأخوه عثمان ، وهارون بن حاتم ، وقعنب بن المحرر مات سنة سبع ومائة ، وقيل غير ذلك .

                                                                                      خرج له مسلم مقرونا بطاوس في الحج ، فالذين أهدروه كبار والذين احتجوا به كبار والله أعلم بالصواب . [ ص: 35 ]

                                                                                      أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وجماعة إجازة ، قالوا : أخبرنا عمر بن محمد ، أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن غيلان ، أخبرنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا موسى بن سهل الوشاء ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا عباد بن منصور ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : خير يوم يحتجم فيه يوم سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين ، وما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا : عليك بالحجامة يا محمد تفرد به عباد ، وفيه ضعف ، أخرجه أحمد في مسنده عن يزيد .

                                                                                      وروى ابن المبارك ، عن معمر ، عن الحكم بن أبان عن عكرمة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال : من أول الدنيا إلى آخرها خمسون ألف سنة ، لا يعلم أحدكم كم مضى ، وكم بقي إلا الله -عز وجل- . [ ص: 36 ]

                                                                                      قال سنيد بن داود في تفسيره : حدثنا عباد بن عباد المهلبي ، عن عاصم الأحول ، عن عكرمة في رجل قال لغلامه : إن لم أجلدك مائة سوط ، فامرأته طالق ، قال : لا يجلد غلامه ولا يطلق امرأته ، هذا من خطوات الشيطان .

                                                                                      قلت : هذا واضح في أن عكرمة كان يرى أن اليمين بالطلاق في الغضب من نزغات الشيطان ، فلا يقع بذلك طلاق . والله أعلم وقيل : إن عكرمة هي الحمامة الأنثى .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية