الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال الآمدي: "ولقائل أن يقول وإن افتقرت الصفات الحادثة إلى سبب ، فالسبب إنما هو القدرة القديمة والمشيئة الأزلية القائمة بذات الرب ، كما هو مذهب الكرامية على ما أوضحناه ، فليس السبب هو المسبب ولا خارجا ، ولا يلزم من دوام القدرة دوام المقدور ، وإلا كان العالم قديما وهو محال" .

قال : "فإن قيل : إذا كان المرجح للصفة الحادثة هو القدرة والاختيار ، فلا بد وأن يكون الرب تعالى قاصدا لمحل [ ص: 42 ] حدوثها ، ومحل حدوثها ليس إلا ذاته ، فيجيب أن يكون قاصدا لذاته . والقصد إلى الشيء يستدعي كونه في الجهة، وهو محال. ثم ولجاز قيام كل حادث به هو محال .

التالي السابق


الخدمات العلمية