الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3661 حدثنا علي بن الحسن الكوفي حدثنا محبوب بن محرز القواريري عن داود بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافيناه ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدا يكافيه الله بها يوم القيامة وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ألا وإن صاحبكم خليل الله قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا محبوب بن محرز القواريري ) التميمي العطار أبو محرز الكوفي لين الحديث من التاسعة ( عن أبيه ) أي : يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود قوله : " ما لأحد عندنا يد " أي : عطاء وإنعام " إلا وقد كافيناه " كذا في النسخ الحاضرة بالياء وكذلك في بعض نسخ المشكاة ، ووقع في بعضها كافأناه بالهمزة ، قال القاري في المرقاة : قوله كافأناه بهمزة ساكنة بعد الفاء ويجوز إبدالها ألفا ، ففي القاموس : كافأه مكافأة جازاه ذكره في المهموز ، وكفاه مؤنته كفاية ذكره في المعتل ولا يخفى أن المناسب للمقام هو المعنى الأول ، وفي بعض النسخ المصححة يعني من المشكاة بالياء ولا يظهر له وجه . انتهى . قلت المكافأة من الكفاية أيضا تأتي بمعنى المجازاة ، قال في الصراح في معتل اللام مكافأة باداش كردن ، وقال في المنجد فيه كافى كفاه مكافأة الرجل جازاه ، والمعنى جازيناه مثلا بمثل ، أو أكثر " ما خلا أبا بكر " أي : ما عداه أي : إلا إياه " فإن له عندنا يدا " قيل : أراد باليد النعمة وبذلها كلها إياه -صلى الله عليه وسلم- وهي المال والنفس ، والأهل ، والولد " يكافيه الله " أي : يجازيه " بها " أي : بتلك اليد " ما [ ص: 102 ] نفعني مال أبي بكر " ما مصدرية ومثل مقدر أي : مثل ما نفعني ماله . قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد وابن ماجه مختصرا .




                                                                                                          الخدمات العلمية