الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3572 - وعنه أن امرأة خرجت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم تريد الصلاة ، فتلقاها رجل ، فتجللها ، فقضى حاجته منها ، فصاحت ، وانطلق ، ومرت عصابة من المهاجرين ، فقالت : إن ذلك الرجل فعل بي كذا وكذا ، فأخذوا الرجل ، فأتوا به رسول صلى الله عليه وسلم ، فقال لها : اذهبي ، فقد غفر الله لك . وقال للرجل الذي وقع عليها : ارجموه . وقال : لقد تاب توبة لو تابها أهل المدينة لقبل منهم . رواه الترمذي وأبو داود .

التالي السابق


3572 - ( وعنه ) أي عن وائل ( أن امرأة خرجت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم تريد الصلاة ) حال أو استئناف تعليل ( فتلقاها رجل ) أي فقابلها ( فتجللها ) أي فغشيها بثوبه فصار كالجل عليه ( فقضى حاجته منها ) قال القاضي : أي غشيها وجامعها كنى به عن الوطء كما كنى عنه بالغشيان ( فصاحت ) أي بعد تخليتها ( وانطلق ) أي الرجل ( ومرت عصابة ) بكسر أوله أي جماعة قوية ( من المهاجرين ، فقالت : إن ذلك الرجل فعل بي كذا ) أي من الغشيان ( وكذا ) أي من قضاء الحاجة ( فأخذوا الرجل فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها : اذهبي فقد غفر الله لك ) لكونها مكرهة ( وقال ) أي لأصحابه ( للرجل الذي وقع عليها ) أي في حقه ( ارجموه ) ومعناه أنه أقر بالزنا ، فأمر برجمه ، فرجموه لكونه محصنا ( قال : لقد تاب توبة ) أي باعترافه أو بإجراء حده ( لو تابها ) أي لو تاب مثل توبته ( أهل المدينة ) أي أهل بلد فيهم عشار وغيره من الظلمة ( لقبل منهم ) وقال ابن الملك : لو قسم هذا المقدار من التوبة على أهل المدينة لكفاهم اه ولا يخفى أنه ليس تحته شيء من المعنى فإن التوبة غير قابلة للقسمة والتجزئة فأما ما ورد : استغفروا لماعز بن مالك لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم . فلعله محمول على المبالغة أو على التأويل الذي ذكرنا ، والله تعالى أعلم ( رواه الترمذي وأبو داود ) وكذا النسائي

[ ص: 2346 ]



الخدمات العلمية