الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1638 307 - حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة رضي الله عنهم أنها قالت: يا رسول الله، ما شأن الناس حلوا بعمرة ولم تحلل أنت من عمرتك؟ قال: إني لبدت رأسي، وقلدت هديي، فلا أحل حتى أنحر.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وجه مطابقته للترجمة في قوله: " إني لبدت رأسي"، (فإن قلت): الترجمة مشتملة على التلبيد وعلى الحلق، وليس في الحديث تعرض إلى الحلق. (قلت): قيل: إنه معلوم من حال النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه حلق رأسه في حجه، وقد ورد ذلك صريحا في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما الذي يأتي في أول الباب الذي بعد هذا الباب، والأوجه أن يقال: إن وجه المطابقة بين الحديث والترجمة إذا وجد في جزء من الحديث يكفي ويكتفى به، ولا تشترط المطابقة بين أجزائهما جميعا، ألا يرى أن في الحديث ذكر تقليد الهدي وليس في الترجمة ذلك؟ وهذا الحديث بعينه بهذا الإسناد قد مر في باب التمتع والإقران، وقد ذكرنا أن هذا الحديث أخرجه الجماعة غير الترمذي، وأنه يدل على أنه - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- كان متمتعا؛ لأن الهدي المقلد لا يمنع من الإحلال إلا في المتعة خاصة، وإن كان قوله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- هذا بعد أن يطوف، فلم يطف حتى أحرم صار قارنا، فعلى كل حال إنه يرد قول من قال: إنه كان مفردا بحجة لم يتقدمها عمرة، ولم تكن معها عمرة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية