الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: الله يعلم ما تحمل كل أنثى قال ابن أبي نجيح يعلم أذكر هو أم أنثى. ويحتمل وجها آخر: يعلم أصالح هو أم طالح. وما تغيض الأرحام وما تزداد فيه خمسة تأويلات: أحدها: وما تغيض الأرحام بالسقط الناقص وما تزداد بالولد التام ، قاله ابن عباس والحسن.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: وما تغيض الأرحام بالوضع لأقل من تسعة أشهر ، وما تزداد بالوضع لأكثر من تسعة أشهر ، قاله سعيد بن جبير والضحاك. وقال الضحاك: وضعتني أمي وقد حملتني في بطنها سنتين وولدتني وقد خرجت سني.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: وما تغيض الأرحام بانقطاع الحيض في الحمل وما تزداد بدم النفاس بعد الوضع. قال مكحول: جعل الله تعالى دم الحيض غذاء للحمل.

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع: وما تغيض الأرحام بظهور الحيض من أيام على الحمل ، وفي ذلك [ ص: 97 ]

                                                                                                                                                                                                                                        نقص في الولد وما تزداد في مقابلة أيام الحيض من أيام الحمل ، لأنها كلما حاضت على حملها يوما ازدادت في طهرها يوما حتى يستكمل حملها تسعة أشهر طهرا ، قاله عكرمة وقتادة.

                                                                                                                                                                                                                                        الخامس: وما تغيض الأرحام من ولدته قبل وما تزداد من تلده من بعد ، حكاه السدي وقتادة. وكل شيء عنده بمقدار فيه وجهان: أحدهما: في الرزق والأجل ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: فيما تغيض الأرحام وما تزداد ، قاله الضحاك . ويحتمل ثالثا: أن كل شيء عنده من ثواب وعقاب بمقدار الطاعة والمعصية.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية