الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      424 حدثنا إسحق بن إسمعيل حدثنا سفيان عن ابن عجلان عن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبحوا بالصبح فإنه أعظم لأجوركم أو أعظم للأجر

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( أصبحوا بالصبح ) قال ابن الأثير في النهاية : أي صلوها عند طلوع الصبح ، يقال : أصبح الرجل إذا دخل في الصبح انتهى . قال السيوطي : بهذا يعرف أن رواية من رواه بلفظ أسفروا بالفجر رواية بمعناه ، وأنه دليل على أفضلية التغليس بها لا على التأخير إلى الإسفار انتهى . قال الخطابي : وتأولوا حديث رافع بن خديج على أنه أراد بالإصباح [ ص: 72 ] والإسفار أن يصليها بعد الفجر الثاني ، وجعلوا مخرج الكلام فيه على مذهب مطابقة اللفظ ، وزعموا أنه يحتمل أن يكون أولئك القوم لما أمروا بتعجيل الصلاة ، جعلوا يصلونها بين الفجر الأول والفجر الثاني طلبا للأجر في تعجيلها ورغبة في الثواب ، فقيل لهم : صلوها بعد الفجر الثاني وأصبحوا بها إذا كنتم تريدون الأجر فإن ذلك أعظم لأجوركم . فإن قيل : وكيف يستقيم هذا ؟ ومعلوم أن الصلاة إذ لم يكن لها جواز لم يكن فيها أجر . قيل : أما الصلاة فلا جواز لها ، ولكن أجرهم فيما نووه ثابت . كقوله عليه السلام إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر ألا تراه أنه عليه السلام قد أبطل حكمه ولم يبطل أجره . وقد قيل إن الأمر بالإسفار إنما جاء في الليالي المقمرة ، وذلك أن الصبح لا يتبين فيه جدا وأمرهم فيها بزيادة التبيين استظهارا باليقين في الصلاة انتهى . قال الطحاوي . معنى قوله صلى الله عليه وسلم أسفروا بالفجر أي طولوها بالقراءة إلى الإسفار وهو إضاءة الصبح . انتهى . قال المنذري : والحديث أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه . وقال الترمذي : حديث رافع بن خديج حديث حسن صحيح .




                                                                      الخدمات العلمية