الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3702 حدثنا أبو زرعة حدثنا الحسن بن بشر حدثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن أنس بن مالك قال لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان كان عثمان بن عفان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة قال فبايع الناس قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله فضرب بإحدى يديه على الأخرى فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرا من أيديهم لأنفسهم قال هذا حديث حسن صحيح غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا أبو زرعة ) الرازي اسمه عبيد الله بن عبد الكريم ( أخبرنا الحسن بن بشر ) البجلي الكوفي ( حدثنا الحكم بن عبد الملك ) القرشي البصري . قوله : ( لما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببيعة الرضوان ) وهي البيعة التي كانت تحت الشجرة بالحديبية وكانت البيعة على أن يقاتلوا قريشا ، ولا يفروا سميت بها ، لأنه نزل في أهلها لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة الآية ( كان عثمان بن عفان رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أهل مكة ) أي : رسولا منه إليهم مرسلا من الحديبية إلى مكة بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب ، وأنه إنما جاء زائرا لهذا البيت ومعظما لحرمته ، فخرج عثمان -رضي الله عنه- إلى مكة حتى بلغ رسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( فبايع ) أي : رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " أن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله " قال الطيبي هو من باب قوله تعالى إن الذين يؤذون الله ورسوله في أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنزلة عند الله ومكانة ، وأن [ ص: 134 ] حاجته حاجته ، تعالى الله عن الاحتياج علوا كبيرا ( فضرب بإحدى يديه على الأخرى ) أي : في البيعة عن جهة عثمان ، والمعنى : أنه جعل إحدى يديه نائبة عن يد عثمان ( من أيديهم ) أي : من أيدي بقية الصحابة فغيبة عثمان ليست بمنقصة بل سبب منقبة . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه البيهقي .




                                                                                                          الخدمات العلمية