الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2412 حدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم يعني ابن إسمعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه يوم أحد قال كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ارم فداك أبي وأمي قال فنزعت له بسهم ليس فيه نصل فأصبت جنبه فسقط فانكشفت عورته فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نظرت إلى نواجذه

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين ) أي أثخن فيهم ، وعمل فيهم نحو عمل النار .

                                                                                                                قوله : ( فنزعت له بسهم ليس فيه نصل ، فأصبت جنبه ، فسقط ، وانكشفت عورته ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نظرت إلى نواجذه ) . فقوله : ( نزعت له بسهم ) أي رميته بسهم ليس فيه زج .

                                                                                                                وقوله : ( فأصبت جنبه ) بالجيم والنون . هكذا هو في معظم النسخ ، وفي بعضها : ( حبته ) بحاء مهملة وباء [ ص: 559 ] موحدة مشددة ثم مثناة فوق أي حبة قلبه .

                                                                                                                وقوله : ( فضحك ) أي فرحا بقتله عدوه ، لا لانكشافه . وقوله : ( نواجذه ) بالذال المعجمة أي أنيابه ، وقيل : أضراسه ، وسبق بيانه مرات .

                                                                                                                قوله : ( حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا : حدثنا شعبة وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع وحدثنا أبو كريب وإسحاق الحنظلي عن محمد بن بشر عن مسعر وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن مسعر كلهم عن سعد بن إبراهيم ) قال أبو مسعود الدمشقي وأبو علي الغساني وغيرهما هكذا رواه مسلم قالوا ، وأسقط من روايته سفيان الثوري بين وكيع ومسعر ، لأن أبا بكر بن أبي شيبة إنما رواه في مسنده والمغازي وغيره موضع عن وكيع عن الثوري عن مسعر .

                                                                                                                وادعى بعضهم أن وكيعا لم يدرك [ ص: 560 ] مسعرا ، وهذا خطأ ظاهر ، فقد ذكر ابن أبي حاتم وغيره وكيعا فيمن روى عن مسعر ، ولأن وكيعا أدرك نحو ست وعشرين سنة من حياة مسعر مع أنهما كوفيان . قال أبو نعيم الفضل بن دكين والبخاري وغيرهما : توفي مسعر سنة خمس وخمسين ومائة ، وقال أحمد بن حنبل وغيره : ولد وكيع سنة تسع وعشرين ومائة فلا يمتنع أن يكون وكيع سمع هذا الحديث من مسعر ، وكون ابن أبي شيبة رواه عن وكيع عن الثوري عن مسعر لا يلزم منه منع سماعه من مسعر كما قدمناه في نظائره . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية