الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة والثلاثون :

                                                                                                                                                                                                                                            اختلفوا في العامل في نصب المفعول على أربعة أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : وهو قول البصريين - أن الفعل وحده يقتضي رفع الفاعل ونصب المفعول .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : وهو قول الكوفيين - أن مجموع الفعل والفاعل يقتضي نصب المفعول .

                                                                                                                                                                                                                                            والثالث : وهو قول هشام بن معاوية من الكوفيين - أن العامل هو الفاعل فقط .

                                                                                                                                                                                                                                            والرابع : وهو قول خلف الأحمر من الكوفيين - أن العامل في الفاعل الفاعلية ، وفي المفعول معنى المفعولية .

                                                                                                                                                                                                                                            حجة البصريين : أن العامل لا بد وأن يكون له تعلق بالمعمول ، وأحد الاسمين لا تعلق له بالآخر ، فلا يكون له فيه عمل ألبتة ، وإذا سقط لم يبق العمل إلا للفعل .

                                                                                                                                                                                                                                            حجة المخالف : أن العامل الواحد لا يصدر عنه أثران لما ثبت أن الواحد لا يصدر عنه إلا أثر واحد . قلنا : ذاك في الموجبات ، أما في المعرفات فممنوع .

                                                                                                                                                                                                                                            واحتج خلف بأن الفاعلية صفة قائمة بالفاعل ، والمفعولية صفة قائمة بالمفعول ، ولفظ الفعل مباين لهما ، وتعليل الحكم بما يكون حاصلا في محل الحكم أولى من تعليله بما يكون مباينا له ، وأجيب عنه بأنه معارض بوجه آخر : وهو أن الفعل أمر ظاهر ، وصفة الفاعلية والمفعولية أمر خفي ، وتعليل الحكم الظاهر بالمعنى الظاهر أولى من تعليله بالصفة الخفية ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية