الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 85 ) فصل : ولبن الميتة وإنفحتها نجس في ظاهر المذهب . وهو قول مالك ، والشافعي ، وروي أنها طاهرة ، وهو قول أبي حنيفة ، وداود ; لأن الصحابة رضي الله عنهم أكلوا الجبن لما دخلوا المدائن ، وهو يعمل بالإنفحة ، وهي تؤخذ من صغار المعز ، فهو بمنزلة اللبن ، وذبائحهم ميتة .

                                                                                                                                            ولنا أنه مائع في وعاء نجس ، فكان نجسا ، كما لو حلب في وعاء نجس ; ولأنه لو أصاب الميتة بعد فصله عنها لكان نجسا ، فكذلك قبل فصله ، وأما المجوس فقد قيل : إنهم ما كانوا يتولون الذبح بأنفسهم ، وكان جزاروهم اليهود والنصارى ، ولو لم ينقل ذلك عنهم لكان الاحتمال موجودا ، فقد كان فيهم اليهود والنصارى ، والأصل الحل ، فلا يزول بالشك ، وقد روي أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين قدموا العراق مع خالد ، كسروا جيشا من أهل فارس ، بعد أن نصبوا الموائد ووضعوا طعامهم ليأكلوا ، فلما فرغ المسلمون منهم جلسوا فأكلوا ذلك الطعام ، والظاهر أنه كان لحما ، فلو حكم بنجاسة ما ذبح ببلدهم لما أكلوا من لحمهم شيئا ، وإذا حكموا بحل اللحم فالجبن أولى ، وعلى هذا لو دخل أرضا فيها مجوس وأهل كتاب ، كان له أكل جبنهم ولحمهم ، احتجاجا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية