الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                الفصل الثاني : في التواتر :

                                                                                                                وهو مأخوذ من مجيء الواحد بعد الواحد بفترة بينهما ، وفي الاصطلاح خبر أقوام عن أمر محسوس يستحيل تواطؤهم على الكذب عادة .

                                                                                                                وأكثر العقلاء على أنه مفيد للعلم في الماضيات ، والحاضرات .

                                                                                                                والسمنية : أنكروا العلم ، واعترفوا بالظن ، ومنهم من اعترف به في الحاضرات فقط .

                                                                                                                [ ص: 119 ] والعلم الحاصل منه ضروري عند الجمهور خلافا لأبي الحسين البصري ، وإمام الحرمين ، والغزالي ، والمرتضي .

                                                                                                                والأربعة لا تفيد العلم ، قاله القاضي أبو بكر ، وتوقف في الخمسة .

                                                                                                                قال الإمام فخر الدين : والحق أن عددهم غير محصور خلافا لمن حصرهم في اثني عشر عدة نقباء موسى عليه السلام ، أو عشرين عند أبي الهذيل لقوله تعالى : ( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) . أو أربعين لقوله تعالى : ( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) . وكانوا حينئذ أربعين ، أو سبعين عدد المختارين من قوم موسى عليه السلام ، أو ثلاثمائة عدد أهل بدر ، أو عشرة عدد بيعة الرضوان .

                                                                                                                وهو ينقسم إلى اللفظي ، وهو : أن تقع الشركة بين ذلك العدد في اللفظ المروي .

                                                                                                                والمعنوي ، وهو : وقوع الاشتراك في معنى عام كشجاعة علي ، وسخاء حاتم .

                                                                                                                وشرطه على الإطلاق إن كان المخبر لنا غير المباشر - استواء الطرفين والواسطة ، وإن كان المباشر ، فيكون المخبر عنه محسوسا ، فإن الإخبار عن العقليات لا يحصل العلم .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية