الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3715 حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا أبي عن شريك عن منصور عن ربعي بن حراش حدثنا علي بن أبي طالب بالرحبية قال لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو وأناس من رؤساء المشركين فقالوا يا رسول الله خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا وليس لهم فقه في الدين وإنما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا فارددهم إلينا قال فإن لم يكن لهم فقه في الدين سنفقههم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثن الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن الله قلبه على الإيمان قالوا من هو يا رسول الله فقال له أبو بكر من هو يا رسول الله وقال عمر من هو يا رسول الله قال هو خاصف النعل وكان أعطى عليا نعله يخصفها ثم التفت إلينا علي فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ربعي عن علي قال وسمعت الجارود يقول سمعت وكيعا يقول لم يكذب ربعي بن حراش في الإسلام كذبة وأخبرني محمد بن إسمعيل عن عبد الله بن أبي الأسود قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول منصور بن المعتمر أثبت أهل الكوفة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن شريك ) هو ابن عبد الله النخعي القاضي ( عن منصور ) هو ابن المعتمر . قوله : ( بالرحبة ) أي : رحبة الكوفة والرحبة : فضاء وفسحة بالكوفة كان علي يقعد فيها لفصل الخصومات ( وأرقائنا ) جمع رقيق أي : عبيدنا ( وضياعنا ) جمع ضيعة وهي العقار وهو من عطف الخاص على العام ( سنفقههم ) من التفقيه وهو التفهيم ، والفقه : الفهم ( لتنتهن ) أي : عما قلتم " قد امتحن الله قلوبهم " أي : اختبرها كذا وقع في بعض النسخ بجمع الضمير ، وهو راجع إلى قوله : ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا ، ووقع في بعض النسخ قلبه بإفراد الضمير وهو الظاهر والضمير راجع إلى من [ ص: 150 ] " يخصفها " أي : يخرزها من الخصف وهو الضم ، والجمع ( ثم التفت إلينا علي فقال إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : من كذب علي إلخ ) مقصود علي بالالتفات إليهم وذكر حديث : " من كذب علي " أنه قد سمع الحديث المذكور من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يكذب عليه .




                                                                                                          الخدمات العلمية