الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4442 4719 - حدثنا علي بن عياش، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة". [انظر: 614 - فتح: 8 \ 399]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              رواه حمزة بن عبد الله عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم. [انظر: 1474]

                                                                                                                                                                                                                              حدثني إسماعيل بن أبان، ثنا أبو الأحوص -واسمه سلام بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي- عن آدم بن علي، قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا، كل أمة تتبع نبيها، يقولون يا فلان اشفع، يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود.

                                                                                                                                                                                                                              رواه حمزة بن عبد الله ، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ساق حديث جابر - رضي الله عنه: "من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة … " الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف في الأذان بمتنه وإسناده سواء، وتعليق حمزة أسنده الإسماعيلي من حديث يحيى بن بكير عن الليث ، عن عبيد الله بن

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 553 ] أبي جعفر
                                                                                                                                                                                                                              قال: سمعت حمزة قال: سمعت أبي فذكره. وسلف في الزكاة حديثه عن ابن بكير، عن الليث ، ولم يذكر المقام المحمود، ثم قال: وزاد عبد الله : حدثني الليث ، حدثني ابن أبي جعفر ، عن حمزة ، فيشفع ليقضي بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب، فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا، يحمده أهل الجمع كلهم، رواه ابن أبي حاتم عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنا أبي وشعيب بن الليث ، عن الليث ، حدثني ابن أبي جعفر يذكر المقام المحمود.

                                                                                                                                                                                                                              وفي الترمذي من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا محسنا: "المقام المحمود: الشفاعة". ولابن أبي حاتم : "هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي".

                                                                                                                                                                                                                              إذا تقرر ذلك فقوله: (جثا) هو جمع جاث على الركب. قال في "المغيث": ويجوز أيضا فتح الجيم وكسرها كالعصى والعصي، قاله ابن الأثير- ويروى جثي بتشديد (الياء) جمع جاث أي: جلس على ركبته.

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن الجوزي عن ابن الخشاب: جثا بالتشديد والضم جمع جاث كغاز وغزا، وجثا مخففة جثوة ولا معنى لها هنا. وقال ابن التين: جثي بضم الجيم جمع جثوة، كخطا وخطوة. قلت: وأصله كل شيء مجمع كمدية ومدى، وفجوة وفجى وفجوات.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية